الجمعة، 26 نوفمبر 2021

عام الحزن واشتداد الأذى من مشركي قريش على النبي وأصحابه

 ما نالت منى قريش شيئًا أكرهه حتى مات أبو طالب 


عــام الحـــزن
✿..•:*¨`*:•

توقفنا في الحلقة السابقة عند وفاة أبو طالب


 وبعده وفاة السيدة 


خديجة رضي الله عنها نتابع معا :

تراكم الأحزان
✿•:*¨`*:•.

وقعت هاتان الحادثتان المؤلمتان خلال أيام معدودة، فاهتزت

 مشاعر الحزن والألم في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم،

ثم لم تزل تتوالى عليه المصائب من قومه. فإنهم تجرأوا عليه 

وكاشفوه بالنكال والأذى بعد موت أبي طالب، فازداد غمًا على غم
،
 حتى يئس منهم، وخرج إلى الطائف رجـاء أن يستجيبوا لدعوتـه،
 
أو يؤووه وينصـروه على قومــه، فلم يـر مـن يؤوى ولم يـر

 ناصرًا، بل آذوه أشد الأذى، ونالوا منه ما لم ينله قومـه.

"سنتناول رحلة الطائف بالتفصيل في الحلقات المقبلة إن شاء الله "
...
...
وكما اشتدت وطأة أهل مكة على النبي صلى الله عليه وسلم اشتدت

 على أصحابه حتى التجأ رفيقه أبو بكر الصديق  رضي الله عنه

 حين ضاقت عليه مكة وزاد الأذى من المشركين فطلب الإذن من 

رسول الله كي يهاجر خارج مكة فخرج مهاجرا إلى الحبشة  حتى 

بلغ بَرْك الغِمَاد وهي منطقة تبعد عن مكة خمس ليال ، لقيه ابن

 الدُّغُنَّة وهو سيد قبيلة 

مشهورة من حلفاء بني زهرة في قريش فقال إلى اين تريد يا أبا

 بكر ؟ 

فقال أبو بكر أخرجني قومي فقال له ابن الدغنة فأن مثلك يا أبا بكر

 لا يُخرج إنك تكسب المعدوم وصل الرحم وتقري الضيف ارجع 

معي فأني لك جار ورجع معه وطاف ابن الدغنة على أشراف

 قريش يقول لهم إن أبا بكر في جواري فإن  مثله لا يُخرج أبدا

 فقالوا له مره فليصل في داره فإنا نخاف أن يفتن أبناءنا فقد كان

 أبو بكر رجل كثير البكاء

 إذا كان في صلاته بكى كثيرا فكانت نساء المشركين وأبناءهم

 يتعجبون منه ويقفون ينظرون إليه .

قال ابن إسحاق: لما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله

 صلى الله عليه وسلم من الأذى ما لم تطمع به في حياة

 أبي طالب، حتى اعترضه سفيه من سفهاء قريش فنثر على رأسه

 ترابًا، ودخل بيته والتراب على رأسه، فقامت إليه إحدى بناته

 فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكى، ورسول الله صلى الله عليه

 وسلم يقول لها:

(لا تبكى يابنية، فإن الله مانع أباك)

 ويقول بين ذلك: (ما نالت منى قريش شيئًا أكرهه حتى مات أبو

 طالب

ولأجل توالى مثل هذه الآلام في هذا العام سمى بعام الحزن وعرف

 به في السيرة والتاريخ.


...
...

الـــزواج بســودة رضــي الله عنــها
✿•:*¨`*:•..•:*¨`*:•.•:*¨`*:•

يعد ان توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها كان صلي الله عليه 

وسلم محتاجا إلي من تؤنسه وتخفف عنه أحزانه وترعي بيته

 وأولاده الصغار فجاءت إليه خولة بنت حكيم وقالت له يا رسول

 الله كأني بك قد دخلتك خلة "أي أصابك الحزن" لفقد خديجة ؟

قال اجل كانت ام العيال وربة البيت

قالت أفلا اخطب عليك ؟

قال بلي فإنكن معشر النساء أرفق بذلك .

فخطبت عليه سودة بنت زمعة .

 وكانت سودة بنت زمعة سيدة مسنة عاقلة حكيمة فما ان التحقت ببيته حتي شهدت لها قريش بالرقة والعطف والحنان علي أبنائه وبناته صلي الله عليه وسلم

وتزوجها الرسول في شوال من هذه السنة ـ سنة 10 من النبوة ـ

 وكانت ممن أسلم قديمًا وهاجرت الهجرة الثانية إلى الحبشة،

 وكان زوجها السكران بن عمرو، وكان قد أسلم وهاجر معها،

 فمات بأرض الحبشة، أو بعد الرجوع إلى مكة، فلما حلت خطبها

 رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها، وكانت أول امرأة

 تزوجها بعد وفاة خديجة، وكانت قد وهبت يومها لعائشة رضي

 الله عنها أخيرًا

♥....♥
وكما نرى ان زواج النبي من السيدة سودة لم يكن حبا للنساء كما

 يزعم المغرضون من أعدائه صلى الله عليه وسلم  فالسيدة سودة

  كانت عجوز مسنة  وقد تزوجها الرسول لأنها كانت عاقلة

 وحكيمة وعطوفه   فكانت هي المرأة المناسبة في هذه المرحلة

  لترعى أولاده الصغار وتؤنس وحدته وتخفف عنه  أحزانه بعد

 رحيل خديجة  رضي الله عنها ..



نكمل في الحلقة القادمة إن شاء الله 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق