الاثنين، 26 سبتمبر 2022

هل رأى رسول الله ربه رأى العين في رحلة المعراج

 رحلة الإسراء والمعراج الجزء السابع 


توقفنا في الحلقة السابقة 
عند صعود رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى سدرة المنتهى التي يتوقف عندها عروج جميع الخلق وهناك رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته الحقيقية مرة أخرى عظيم الخلقة له ستمائة جناح


ثُمَّ نَظَرَ الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَوَجَدَهُ كَالحِلْسِ (وهو البِسَاطُ والحَصِيرُ) البَالِي مِنْ خَشْيَةِ الله ، ثُمَّ غَشِيَتْ تِلْكَ السِّدْرَةَ سَحَابَةٌ، فتَأَخَّرَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ،


وعُرِجَ بِالرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حَتَّى وَصَلَ إِلَى مُسْتَوًى سَمعَ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلَامِ (أي صوت أقلام الملائكة التي تكتب مقادير الخلق في اليوم والليلة يستنسخونها من اللوح المحفوظ) ، قَالَ الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى، فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوْسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ"، فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟

وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: مَا فَرَضَ اللَّهُ لَكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟

فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلِّ يَوْمٍ".

فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ارْجعْ إِلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا يُطِيقُونَ ذَلِكَ، وإِنِّي وَاللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وعَالَجْتُ بَنِي إسْرَائِيلَ أشَدَّ المُعَالَجَةِ، فَارْجعْ إِلَى رَبِّكَ، فَاسْاَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا"، فَقُلْتُ: "حَطَّ عَنِّي خَمْسًا"، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا يُطِيقُونَ ذَلِكَ، فَارْجعْ إِلَى رَبِّكَ فَسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ. قَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَلَمْ أَزَلْ أَرْجعُ بَيْنَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى وبيْنَ مُوسَى"، حَتَّى قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا مُحَمَّدُ، إنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلَاةً، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ، فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تَكْتَبْ شَيْئًا، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً ( وهذا دليل على أَنَّ اللَّه سبحانه وتَعَالَى كلَّمَ نبيَّهُ محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلةَ الإسراءِ بِغَيْرِ وَاسِطَةٍ).

قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: فنَزَلْتُ حَتَّى انتهَيْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرتهُ، فَقَالَ: ارْجعْ إِلَى رَبِّكَ فَسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قَدْ رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْه".

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَانِي مُنَادٍ: أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي" (صحيح البخاري )

 مَا خُصَّ بِهِ الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَأمتُهُ:

رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: . . . فَأُعْطِيَ رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- ثَلَاثًا: أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، وأُعْطِيَ خَوَاتِمَ سُورَةِ البَقَرَةِ، وغُفِرَ لِمَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ مِنْ أُمَّتِهِ شَيْئًا، المُقْحِمَاتُ 

المُقْحِمَاتُ: الذُّنوبُ العَظَائِمُ الكبائرُ التي تُهْلِكُ أصحابَهَا وتُورِدُهُمُ النارَ وتُقْحِمُهُم إياهَا، والتَّقَحُّمُ الوُقُوع في المهالكِ، ومعنى الكلام: من مَاتَ من هذه الأمة غير مشركٍ باللَّه غفر له المُقْحِمَات

والمراد واللَّه أعلم بغُفْرَانها أنه لا يخلُدُ في النار بخلافِ المشركين، وليس المرادُ أنه لا يُعَذَّبُ أصلًا، فقد تقرَّرَتْ نصُوصُ الشَّرعِ، وإجماعُ أهل السنة على إثبات عذابِ بعضِ العُصَاة من المُوَحِّدِينَ


 هَلْ رَأَى الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم- رَبَّهُ لَيْلةَ الْإِسْرَاءِ؟

اخْتَلَفَ العُلَمَاءُ فِي رُؤْيَةِ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِرَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْلَةَ الإِسْرَاءِ والمِعْرَاجِ، فَرَوَى الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: يَا أُمِّتَاهُ هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ -صلى اللَّه عليه وسلم- رَبَّهُ؟ فَقَالَتْ: لَقَدْ قَفَّ (أي وقف من الفَزَع ) شَعْرِي مِمَّا قُلْتَ، أَيْنَ أَنْتَ (أي كيفَ يَغِيبُ فَهمُكَ عن هذه الثلاث؟ ) مِنْ ثَلَاثٍ مَنْ حَدَّثَكَهُنَّ فَقَدْ كَذَبَ:

مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- رَأَى رَبَّهُ؟ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (سورة الأنعام)، {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} (سورة الشورى).

وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ {. . . وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} (سورة لقمان).

وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- كتَمَ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَت {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} (سورة المائدة).


وَرَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي صحِيحِهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قال: "نُورٌ أَنَّى أرَاهُ" (أي كان هناك نور فكيف لي أن أراه ).


عَوْدَةُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى مَكَّةَ وإِخْبَارُهُ النَّاسَ بِمَسْرَاهُ:

ثُمَّ هَبَطَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنَ السَّمَاوَاتِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى،وقد حان وقت الصلاة فصلى النبي بالأنبياء إماما وقد اجتمعوا تكريما له. ثُمَّ رَكِبَ البُرَاقَ مُنْصَرِفًا إِلَى مَكَّةَ بِصُحْبَةِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ، ثُمَّ أَتَى مَكَّةَ قَبْلَ الصُّبْحِ.
".

فماذا فعل النبي بعد ذلك وكيف أخبر قريش بأمر الرحلة وهل صدقوه.؟
هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله 
تابعونا بارك الله فيكم

 الحلقة التالية 👈  هنا 

الخميس، 15 سبتمبر 2022

دخول الرسول صلى الله عليه وسلم الجنة وما رآه فيها

 رحلة الإسراء والمعراج الجزء السادس




 دُخُولُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- الجَنّةَ وَمَا رَآهُ فِيهَا:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ثُمَّ أُدْخِلْتُ الجَنَّةَ فَإِذَا فِيهَا حبَايِلُ  اللُّؤْلُؤِ، وَإِذَا تُرَابُهَا المِسْكُ" .. . وإِذَا أنَا بِأَنْهَارٍ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ (يعني الصَّافي الذي لا كَدَرَ فيه)، وأنْهَارٍ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ ( في غايةِ البَيَاض والحلاوَةِ والدُّسُومَةِ)، وأنْهَارٍ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (ليست كَرِيهَةَ الطعم والرائحَةِ، كخمرِ الدُّنيا، بل هي حَسَنة المَنْظر والطعْمِ والرَّائحة والفعل)، وأنْهَارٍ مِنْ عَسَلٍ مُصَفَّى (أي في غايَةِ الصَّفَاءِ، وحُسْنِ اللَّوْنِ والطَّعْمِ والرَّيح.)، وإِذَا رُمَّانُهَا كَأَنَّهُ الدِّلَاءُ (معرُوفةٌ، وهي التي يُسْتَقَى بها) عِظَمًا، وإِذَا أنَا بِطَيْرٍ كَالَبخَاتِي (البَخَاتِي والبُخْتُ: هي جِمَالٌ طِوَالُ الأعنَاق) هَذِهِ"، فَقَالَ عِنْدَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَهُوَ يُحَدِّثُ أصْحَابَهُ: "إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعَدَّ لِعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ"


رُؤْيَةُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- نَهْرَ الكَوْثَرِ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بَيْنَمَا أنَا أَسِيرُ فِي الجَنَّةِ، وَإِذَا أنَا بِنَهَرٍ حَافَّتَاهُ مِنْ ذَهَب، ومَجْرَاهُ عَلَى الدُّرِّ وَاليَاقُوتِ، تُرْبَتُهُ أَطْيَبُ مِنَ المِسْكِ، وَمَاؤُهُ أَحْلَى مِنَ العَسَلَ وأَبْيَضُ مِنَ الثَّلْجِ" 

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى فِي الصَّحِيحِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَتَيْتُ عَلَى نَهَرٍ حَافَّتَاهُ قِبَابُ اللُّؤلُؤِ مُجَوَّفًا" 

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلِى مَا يَجْرِى فِيهِ المَاءُ، فَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ ( أي طيِّبُ الرَّائحة، قُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الكَوْثَرُ الذِي أَعْطَاكَهُ اللَّهُ" 


 صَوْتُ بِلَالٍ -رضي اللَّه عنه- فِي الجَنَّةِ

وَرَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِنَبِيِّ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ودَخَلَ الجَنَّةَ، فَسَمِعَ فِي جَانِبِهَا وَجْسًا ( هو الصَّوْتُ الخَفِيّ)، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا بِلَالٌ المُؤَذِّنُ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حِينَ جَاءَ إِلَى النَّاسِ: "قَدْ أَفْلَحَ بِلَالٌ" 

وَرَوَى الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهمَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَة -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يَا بِلَالُ! حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ عِنْدَكَ فِي الإِسْلَامِ مَنْفَعَةً، فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّيْلةَ خَشْفَ ( الحس والحركة) نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الجَنَّةِ".

قَالَ بِلَالٌ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا فِي الإِسْلَامِ أَرْجَى عِنْدِي مَنْفَعَةً، مِنْ أَنِّي لَا أَتَطَهَّرُ طُهُورًا تَامًّا، فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ وَلَا نَهَارٍ، إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ، مَا كتَبَ اللَّهُ لِي أَنْ أُصَلِّيَ


 عَرْضُ الآنِيَةِ عَلَى الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم-:

يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ثُمَّ رُفِعَ لِيَ البَيْتُ المَعْمُورُ، ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ عَسَلٌ، فَأَخَذْتُ الذِي فِيهِ اللَّبَنَ، فَشَرِبْتُ"

فَقِيلَ لِي: هِيَ الفِطْرَةُ التِي أَنْتَ عَلَيْهَا وَأُمَّتُكَ

وفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى فِي الصَّحِيحِ، قَالَ: أصبت الفِطْرَةَ أَنْتَ وَأُمَّتُكَ 


 انْتِهَاءُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى سِدْرَة المُنْتَهَى:

ثُمَّ انْطَلَقَ جِبْرِيلُ بِالرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَوْقَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ حَتَّى انْتَهَى بِهِ إِلَى سِدرَةِ المُنْتَهَى.

): اختيرت السِّدْرَةُ دون غيرها؛ لأن فيها ثلاثُ أوصافٍ: ظِلٌّ مَمْدُود، وطعَامُ لَذِيذٌ، ورائحةٌ زَكِيَّةٌ، فكانت بِمَنزلة الإيمان الذي يَجْمَعُ القولَ والعملَ والنِّيةَ، والظل بمنزلةِ العمل، والطعمُ بمنزلةِ النية، والرائحةُ بمنزلة القَوْل.

يقال: إن أصلَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى في السماء السادسة، وأغصانُهَا وفروعُهَا في السماء السابعة.

قال عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه-: وسُمِّيَتْ سَدْرَةَ المُنْتَهَى؛ لأن إليها يَنْتَهي ما يُعْرَجُ به من الأرض، 

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: ". . . ثُمَّ رُفِعْتُ إِلَى سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، فَإِذَا نَبْقُهَا (هو ثَمَرُ السِّدْرِ) كَأَنَّهُ قلَالُ (القِلالُ بالكسر جمعُ قُلَّة بالضم وهي الجِرَارُ، يريد أن ثمرها في الكِبَر مثل القِلَال) هَجَرَ (هَجَر: هي مدينةٌ الإحسَاء)، وَوَرَقُهَا كَأَنَّهُ آذَانُ الفِيَلَةِ، وَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ ( أي تَعْلُوها) لَا أَدْرِي مَا هِيَ، فَمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصِفَهَا مِنْ حُسْنِهَا" فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيهِ السَّلَامُ: هَذِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنهَارٍ نَهْرَانِ بَاطِنَانِ، وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ "

قَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ 


* رُؤْيَةُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى صُورَتِهِ الحَقِيقِيَّةِ:

وَهُنَاكَ عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى رَأَى -صلى اللَّه عليه وسلم- جبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام عَلَى الصُّورَةِ التِي خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهَا، فِي حُلَّةٍ مِنْ رَفْرَفٍ أَخْضَرَ، لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ، كُلُّ جَنَاحٍ مِنْهَا قَدْ سَدَّ الأُفُقَ، يَتَنَاثَرُ مِنْ أَجْنِحَتِهِ التَّهَاوِيلُ، والدُّرُّ واليَاقُوتُ  (أي الأشياء المختلفَةُ الألوانِ، أرادَ بالتهَاويلِ، تَزَايِينُ رِيشِهِ وما فيه من صُفْرَةٍ وحُمْرَةٍ وبياضٍ وخُضْرَةٍ،) 


قَالَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ هَذَا المَشْهَدِ: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى  (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى  لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}

سورة النجم

، ومعنى{ما زَاغَ الْبَصَرُ}: ما ذهب يمينًا ولا شمالًا، {وَمَا طَغَى}، قال: ما جاوز

رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ، والإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَ: قُلْتُ: ألَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} ( سورة التكوير)، وَقَالَ: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} ( سورة النجم)، قَالَتْ: أنَا أَوَّلُ هَذِهِ الأُمَّةِ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَنْهَا، فَقَالَ: "إِنَّمَا ذَاكَ جِبْرِيلُ". لَمْ يَرَهُ فِي صُورَتِهِ التِي خُلِقَ عَلَيْهَا إِلَّا مَرَّتَيْنِ: رَآهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءَ وَالأَرْضِ

نكمل في الحلقة القادمة ان شاء الله ما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وماذا فرض الله عليه 

تابعونا بارك الله فيكم


  الحلقة التالية 👈  هنا



الخميس، 8 سبتمبر 2022

رحلة النبي عليه الصلاة والسلام إلي السماوات السبع

رحلة الإسراء والمعراج الحلقة الخامسة 

انتهينا في الحلقة السابقة من المشاهد التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السماء الدنيا نكمل معنا الرحلة المباركة 



صُعُودُ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ:

قَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ"، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. فَقِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ:وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحبًا بِهِ، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ

قَالَ الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أنَا بِابْنَيِ الخَالَةِ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا، وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ". 

فَقَالَ: جِبْرِيلُ: هَذَا يَحْيَى ، وَعِيسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِمَا، فَسَلَّمْتُ، فَرَدَّا.

ثُمَّ قَالَا: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ والنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَدَعَوَا لِي بِخَيْرٍ.

 جاء في وصفِ عِيسَى عليه السلام، ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه - قال: قال رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حين أسرى به: ". . . ولَقِيتُ عِيسَى عليه السلام رَبْعَة أحمَرُ، كأنه أُخرِجَ من دِيمَاسٍ"، يعني الحَمَّام. 

رَبْعَة: يعني ليس بطوِيل جدًا، ولا قَصِير جدًا بل وسط.

والمرادُ من ذلك وصفه عليه السلام بصَفَاءِ اللونِ ونَضَارَة الجسم، وكَثْرَةِ ماءِ الوجه حتى كأنه كان في.. حمَّام، فخرج منه وهو عَرْقَان.

 صُعُودُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ:

قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءَ الثَّالِثَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ"، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟

قَالَ: جِبْرِيل.فَقِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ،قَالَ: مُحَمَّدٌ.

 فَقِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟قالَ: نَعَمْ

قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ".

قَالَ جِبْرِيلُ: هَذَا يُوسُفُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلَامَ

ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ والنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ.

يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَإِذَا هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الحُسْنِ".


 صُعُودُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ

قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ".

 فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟قَالَ: جِبْرِيلُ

فَقِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟قَالَ: مُحَمَّدٌقَالَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ

قَالَ: نَعَمْ.  قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أنَا بِإِدْرِيسَ عَلَيْهِ السَّلامُ".

قَالَ جِبْرِيلُ: هَذَا إِدْرِيسُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ.

فَرَدَّ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ والنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ.

ثُمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَنْ إِدْرِيسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}

 صُعُودُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى السَّمَاءِ الخَامِسَةِ:

قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الخَامِسَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ".

 فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟قالَ: جِبْرِيلُ. فَقِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟قَالَ: مُحَمَّدٌ

 قَالَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟قالَ: نَعَمْ قيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أنَا بِهَارُونَ عَلَيْهِ السَّلامُ".

قَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: هَذَا هَارُونُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ، وَقَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ والنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ....

 يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأي كَهْلٌ أبيض الرأس واللحية، لم يرَ كهلًا أجمل منه، فقال: من هذا يا جبريل"؟ قال هذا المحبب في قومه هارون عليه السلام 


 صُعُودُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ:

قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إلى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ".

 فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟قالَ: جِبْرِيلُ. فَقِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ.

قالَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟قَالَ: نَعَمْ.

قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ.

قَالَ الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أنَا بِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ".

قَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِلرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: هَذَا مُوسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلَامَ.

وَقَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ.

وَصَفَ رَسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم- مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: "مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى مُوسَى بنِ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ رَجُلٍ آدَمَ (الأدمة السُمرة الشديدة) طِوَالٍ جَعْدٍ (وأما الجَعْدُ في صِفَة موسى عليه السلام: هو اكتِنَازُ الجِسْمِ، واجتماعُهُ) كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ" ( شنوءة قبيلة في اليمن يمتاز رجالها بالطول والسُمرة)

قَالَ الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم-: فَلَمَّا تَجَاوَزْتُهُ بَكَى.

قيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟

قَالَ: أَبْكِي ؛ لِأَنَّ غُلَامًا (لم يقصد التقليل من شأنه وإنما صغر سنه مع ما فيه من الكرامة) بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي.

: قال العُلَماءُ: لم يَكُنْ بُكَاءُ مُوسَى عليه السلام حَسَدًا، مَعَاذَ اللَّهِ، فإن الحَسَد في ذلك العالم مَنْزُوعٌ عن آحادِ المؤمنين، فكيفَ بمَنِ اصطَفَاه اللَّه تَعَالَى، بل كان أسَفًا على ما فاتَهُ من الأجْرِ الذي يترتَّبُ عليه رفعِ الدَّرَجَةِ بسببِ ما وقع من أمَّته من كثرَةِ المُخَالفَةِ المُقْتَضِيَةِ لتَنْقِيصِ أجُورِهم المستَلْزِم لتنقِيص أجْرِهِ؛ لأن لكل نَبِيٍّ مِثْلُ أجرِ كلِّ من اتَّبعه، ولهذا كان من اتَّبعه من أمته في العدد دُون من اتبع نبينا محمَّد -صلى اللَّه عليه وسلم- .

 صُعُودُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ:

قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ".

فَقِيلَ مَنْ أَنْتَ؟ قالَ: جِبْرِيلُ.  فَقِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟

قَالَ: مُحَمَّدٌ. قَالَ: وَقَدْ أُرْسلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ.

قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ.

قَالَ الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أنَا بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى البَيْتِ المَعْمُورِ، وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ ألفَ مَلَكٍ، لَا يَعُودُونَ إِلَيهِ

فَقَالَ جِبْرِيلُ: هَذَا أَبُوكَ إبْرَاهِيمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ.

ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ .

رَوَى الإِمَامُ التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ وَالإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ، وأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ، عَذْبَةُ المَاءِ، وأنَّهَا قِيعَانٌ (جمعُ قاعٍ، أي: أرضٌ مُستوِيةٌ مُتساويَةٌ )، وأَنَّ غِرَاسَهَا: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالحَمْدُ.للَّهِ، وَلَا إِلَهِ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ" 

نكمل معا في الحلقة القادمة إن شاء الله ما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى وكيف وصف الجنة عندما رآها 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحلقة التالية 👈  هنا    





الخميس، 1 سبتمبر 2022

رحلة الإسراء والمعراج الجزء الرابع

رحلة المعراج


 انتهينا في الحلقة السابقة من المشاهد التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء رحلة الإسراء وبعدما وصل إلى المسجد الأقصى صلى ركعتين. 

 صُعُودُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِي المِعْرَاجِ إِلَى السَّمَاوَاتِ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: ". . . ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي -أَيْ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَعَرَجَ (العروج هو الصعود) بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَلَمَّا جِئْتُ إِلَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا، قَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِخَازِنِ 
السَّمَاءِ: افْتَحْ" . فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟
قَالَ: جِبْرِيلُ.
قَالَ: وَمَنْ مَعَكَ؟.
قَالَ: مُحَمَّدٌ -صلى اللَّه عليه وسلم
فَقَالَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إليه ( أي أرسل إليه للإسراء وصُعُود السموات؟ وليس السؤال عن البعثة
: نَعَمْ، قَالَ: مَرْحَبًا بِه، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ. فَفُتِحَ لنا
قَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَإِذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ عَنْ يَمِينهِ أسْوِدَةٌ ( أشخاص ) وَعَن يَسَاور أَسْوِدَةٌ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ"؟
قَالَ: هَذَا أَبُوكَ آدَمُ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلَام 
ثُمَّ قَالَ: مَرْحبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ.
ثُمَّ قَالَ جِبْرِيلُ:
 وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ 
(جمع نَسَمة وهي الروح)، فَأَهْلُ 
اليَمِينِ أَهْلُ الجَنَّةِ، وَالأَسْوِدَةُ التِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَل يَمِينِهِ ضَحِكَ، وإذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى 

 المَشَاهِدُ التِي شَاهَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا

 - حَالُ أَكَلَةِ أمْوَالِ اليَتَامَى ظُلْمًا

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَمَّا دَخَلْتُ السَّمَاءَ الدُّنْيَا. . . رَأَيْتُ رِجَالًا لَهُمْ مَشَافِرُ (جمع مِشْفَر، والمِشْفَرُ للبعيرِ كالشَّفَةِ للإنسان) كَمَشَافِرِ الإِبِلِ، فِي أَيْدِيهِمْ قِطَعٌ مِنْ نَارٍ كَالأَفْهَارِ (الأفْهَارُ: جمع فِهْرٍ، وهو الحَجَرُ مِلْءُ الكف) يَقْذِفُونَهَا فِي أَفْوَاهِهِمْ فَتَخْرُجُ مِنْ أدْبَارِهِمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ ".
قَالَ: هَؤُلَاءِ، أَكَلَةُ أمْوَالِ اليَتَامَى ظُلْمًا

 حَالُ النِّسَاءِ اللَّاتِي يُدْخِلْنَ عَلَى الأَزْوَاجِ مَا لَيْس مِنْهُم

قَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ثُمَّ رَأَيْتُ نِسَاءً مُعَلَّقَاتِ بِثَدْيِهِنَّ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءَ يَا جِبْرِيلُ؟ ".
قَالَ: هَؤُلَاءِ اللَّاتِي أَدْخَلْنَ عَلَى الرِّجَالِ مَنْ لَيْسَ مِنْ أَوْلَادِهِمْ 

  حَالُ المُغْتَابِينَ 
 الغِيبة فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم
 فقال"أتَدْرُون ما الغِيبَةُ؟ "، قَالُوا: اللَّهُ ورسوله أعلم، قال رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ذِكْرُكَ أخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ".

رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِه، وأَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَمَّا عَرَجَ بِي رَبِّي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ، يَخْمِشُونَ (يَخْدِشُونَ) وُجُوهَهُمْ وصُدُروَهُمْ،
 فَقُلْتُ، مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ ".
قَالَ: هَؤُلَاءِ الذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، ويَقَعُونَ فِي أعْرَاضِهِمْ .

حَالُ الزُّنَاةِ

قَالَ الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ثُمَّ رَأَيْتُ رِجَالًا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ لَحْمٌ سَمِينٌ طَيِّبٌ، إِلَى جَنْبِهِ لَحْمٌ غَثٌّ (الضَّعيف المَهْزُول) مُنْتِنٌ (رائحته كريهة) ، فَيَأْكُلُونَ مِنَ الغَثِّ المُنْتِنِ، ويَتْرُكُونَ السَّمِينَ الطَّيِّبَ"، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ ".
قَالَ: هَؤُلَاءِ الذِينَ يَتْرُكُونَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ النِّسَاءِ، وَيَذْهَبُونَ إِلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْهُنَّ 

 حَالُ أَكلَةِ الرِّبَا

قَالَ الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ثُمَّ رَأَيْتُ رِجَالًا لَهُمْ بُطُونٌ لَمْ أَرَ مِثْلَهَا قَطُّ
وَفِي رِوَايَةٍ: "بُطُونُهُمْ أَمْثَالُ البُيُوتِ بِسَبِيلِ ( السبيل هو الطريق) آلِ فِرْعَوْنَ يَمرُّونَ عَلَيْهِمْ كَالإِبِلِ المَهْيُومَةِ (الهُيَامُ: هو دَاءٌ يُشْبِهُ الحُمَّى يأخذُ الإبلَ فيُكْسِبُهَا العَطَشَ الشَّديدَ، فتَهِيمُ في الأرض لا تَرْوَى ولا تَرْعى حتى تَهْلِكَ) حِينَ يُعْرَضُونَ عَلَى النَّارِ، يَطَؤُونَهُمْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْ مَكَانِهِمْ ذَلِكَ"، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ "، قَالَ: هَؤُلَاءَ أَكَلَةُ الرِّبَا


ثم صعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء الثانية فماذا رأى فيها 
تابعونا في الحلقة القادمة إن شاء الله 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  الحلقة التالية 👈 هنا