السبت، 5 نوفمبر 2022

انشقاق القمر معجزة النبي وعلامة للساعة

 انشقاق القمر 



قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ: انْشِقَاقُ القَمَرِ مِنْ أُمَّهَاتِ مُعْجِزَاتِ نَبِيِّنَا -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَقَدْ رَوَاهَا عِدَّةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ مَعَ ظَاهِرِ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ وسِيَاقِهَا

وَقَالَ الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ: أَجْمَعَ المُسْلِمُونَ عَلَى وُقُوعِ ذَلِكَ فِي زَمَانِهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-

رَوَى الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ أنَسِ بنِ مَالِكٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فَأَرَاهُمُ القَمَرَ شِقَّتَيْنِ، حَتَّى رَأَوْا حِرَاءَ (جبلٌ معروف بمكة.) بَيْنَهُمَا.


 وَرَوَى الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنْ عَبْد اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: انْشَقَّ القَمَرُ ونَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِمِنًى  فَقَالَ: "اشْهَدُوا" ، وَذَهَبَتْ فِرْقَةٌ نَحْوَ الجَبَلِ.


ورَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ والإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَاللَّفْظُ لِأَحْمَدَ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- آيَةً، فَانْشَقَّ القَمَرُ ، فَقَالَ: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ  وَإِنْ يَرَوْا آيَةً  يُعْرِضُوا  وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} .


وروى الإمام أحمد عن ابن مطعم عن أبيه قال: انشق القمر على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فصار فرقتين: فرقة على هذا الجبل وفرقة على هذا الجبل، فقالوا: سَحَرَنا محمد. فقالوا: إن كان سَحَرَنَا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم.

 

وعن ابن عباس قال: كشف القمر على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقالوا: سحر القمر. فنزل قوله تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمْرُ. وَإِنْ يَرَوا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِر) (القمر:1 ـ2). ولقد كان ابن مسعود يردِّد قوله: لقد انشق القمر. وحينما انشق القمر وقال الكافرون: سحرنا محمد.

 

قال بعضهم: إن كان قد سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم، فاسألوا أهل الآفاق وأهل الأسفار هل رأوا ذلك فلما سألوهم قالوا: نعم رأينا.

 

ولقد كان كفار قريش يظنون أن كل معجزة من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الذي يصنعها ويأتي بها، وليس الله هو الذي يأتي بها، فأرادوا أن يتحدوه فطلبوا منه آية سماوية. واتفقوا على انشقاق القمر، وتواعدوا معه على ليلة فلما جاء الميعاد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: انظروا، فنظروا جميعًا فرأَوْا أن القمر انشق شقتين، نزلَتْ كلُّ واحدة وحدها، فقال ـ صلى الله عليه وسلم: اشهدوا. فقالوا: لقد سحر الأرض والسماء، إن هذا سحر مستمر.


وانشقاق القمر من علامات الساعة الصغرى التي حدثت في زمن النبي عليه الصلاة والسلام 

ومع أن قريشا رأوا انشاق القمر بأعينهم إلا أنهم كذبوا واستكبروا وقالوا سحر مستمر 

وتأكد رسول الله حينئذ أنهم لن يؤمنوا فبدأ بعرض نفسه على القبائل من خارج مكة عله يجد منهم نصيرا أو يجعل الله له مخرجا من مكة 

فماذ حدث بعد ذلك هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله