كان النبي ﷺ صاحب قلب رحيم ووجه بشوش، وكان يمزح مع أصحابه وأهله دون أن يقول إلا حقًّا. ومن أروع المواقف التي تظهر ذلك، ما جاء في الشمائل المحمدية للإمام الترمذي:
عن الحسن قال: أتت عجوز إلى النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة.
فقال: «يا أم فلان، إن الجنة لا يدخلها عجوز».
فبكت العجوز.
فقال رسول الله ﷺ: «أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله يقول: إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارًا عربًا أترابًا».
📖 معنى الموقف:
النبي ﷺ لم يُرِد أن يحزن المرأة، وإنما أراد أن يُدخل السرور على قلبها، فأخبرها بطريقة لطيفة أن أهل الجنة جميعًا يدخلونها شبابًا في أبهى صورة، كما قال الله تعالى في وصف نساء الجنة: إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارًا عربًا أترابًا.
فالحديث يبين لنا:
- أن النبي ﷺ كان يمزح من غير أن يقول إلا حقًا.
- أن من رحمة الله أن يجعل أهل الجنة في أكمل هيئة وأجمل صورة.
- أن الدعابة الصادقة تفرح القلب وتعلّم بأسلوب رقيق.
✨ وهكذا نرى أن رسول الله ﷺ كان قدوة في الجد كما هو قدوة في المزاح، حيث جعل من ابتسامته وكلماته اللطيفة وسيلة لبث الأمل والسرور بين أصحابه وأمته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق