الاثنين، 26 سبتمبر 2022

هل رأى رسول الله ربه رأى العين في رحلة المعراج

 رحلة الإسراء والمعراج الجزء السابع 


توقفنا في الحلقة السابقة 
عند صعود رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى سدرة المنتهى التي يتوقف عندها عروج جميع الخلق وهناك رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته الحقيقية مرة أخرى عظيم الخلقة له ستمائة جناح


ثُمَّ نَظَرَ الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَوَجَدَهُ كَالحِلْسِ (وهو البِسَاطُ والحَصِيرُ) البَالِي مِنْ خَشْيَةِ الله ، ثُمَّ غَشِيَتْ تِلْكَ السِّدْرَةَ سَحَابَةٌ، فتَأَخَّرَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ،


وعُرِجَ بِالرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حَتَّى وَصَلَ إِلَى مُسْتَوًى سَمعَ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلَامِ (أي صوت أقلام الملائكة التي تكتب مقادير الخلق في اليوم والليلة يستنسخونها من اللوح المحفوظ) ، قَالَ الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى، فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوْسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ"، فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟

وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: مَا فَرَضَ اللَّهُ لَكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟

فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلِّ يَوْمٍ".

فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ارْجعْ إِلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا يُطِيقُونَ ذَلِكَ، وإِنِّي وَاللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وعَالَجْتُ بَنِي إسْرَائِيلَ أشَدَّ المُعَالَجَةِ، فَارْجعْ إِلَى رَبِّكَ، فَاسْاَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا"، فَقُلْتُ: "حَطَّ عَنِّي خَمْسًا"، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا يُطِيقُونَ ذَلِكَ، فَارْجعْ إِلَى رَبِّكَ فَسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ. قَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَلَمْ أَزَلْ أَرْجعُ بَيْنَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى وبيْنَ مُوسَى"، حَتَّى قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا مُحَمَّدُ، إنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلَاةً، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ، فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تَكْتَبْ شَيْئًا، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً ( وهذا دليل على أَنَّ اللَّه سبحانه وتَعَالَى كلَّمَ نبيَّهُ محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلةَ الإسراءِ بِغَيْرِ وَاسِطَةٍ).

قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: فنَزَلْتُ حَتَّى انتهَيْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرتهُ، فَقَالَ: ارْجعْ إِلَى رَبِّكَ فَسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قَدْ رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْه".

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَانِي مُنَادٍ: أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي" (صحيح البخاري )

 مَا خُصَّ بِهِ الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَأمتُهُ:

رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: . . . فَأُعْطِيَ رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- ثَلَاثًا: أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، وأُعْطِيَ خَوَاتِمَ سُورَةِ البَقَرَةِ، وغُفِرَ لِمَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ مِنْ أُمَّتِهِ شَيْئًا، المُقْحِمَاتُ 

المُقْحِمَاتُ: الذُّنوبُ العَظَائِمُ الكبائرُ التي تُهْلِكُ أصحابَهَا وتُورِدُهُمُ النارَ وتُقْحِمُهُم إياهَا، والتَّقَحُّمُ الوُقُوع في المهالكِ، ومعنى الكلام: من مَاتَ من هذه الأمة غير مشركٍ باللَّه غفر له المُقْحِمَات

والمراد واللَّه أعلم بغُفْرَانها أنه لا يخلُدُ في النار بخلافِ المشركين، وليس المرادُ أنه لا يُعَذَّبُ أصلًا، فقد تقرَّرَتْ نصُوصُ الشَّرعِ، وإجماعُ أهل السنة على إثبات عذابِ بعضِ العُصَاة من المُوَحِّدِينَ


 هَلْ رَأَى الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم- رَبَّهُ لَيْلةَ الْإِسْرَاءِ؟

اخْتَلَفَ العُلَمَاءُ فِي رُؤْيَةِ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِرَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْلَةَ الإِسْرَاءِ والمِعْرَاجِ، فَرَوَى الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: يَا أُمِّتَاهُ هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ -صلى اللَّه عليه وسلم- رَبَّهُ؟ فَقَالَتْ: لَقَدْ قَفَّ (أي وقف من الفَزَع ) شَعْرِي مِمَّا قُلْتَ، أَيْنَ أَنْتَ (أي كيفَ يَغِيبُ فَهمُكَ عن هذه الثلاث؟ ) مِنْ ثَلَاثٍ مَنْ حَدَّثَكَهُنَّ فَقَدْ كَذَبَ:

مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- رَأَى رَبَّهُ؟ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (سورة الأنعام)، {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} (سورة الشورى).

وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ {. . . وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} (سورة لقمان).

وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- كتَمَ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَت {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} (سورة المائدة).


وَرَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي صحِيحِهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قال: "نُورٌ أَنَّى أرَاهُ" (أي كان هناك نور فكيف لي أن أراه ).


عَوْدَةُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى مَكَّةَ وإِخْبَارُهُ النَّاسَ بِمَسْرَاهُ:

ثُمَّ هَبَطَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنَ السَّمَاوَاتِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى،وقد حان وقت الصلاة فصلى النبي بالأنبياء إماما وقد اجتمعوا تكريما له. ثُمَّ رَكِبَ البُرَاقَ مُنْصَرِفًا إِلَى مَكَّةَ بِصُحْبَةِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ، ثُمَّ أَتَى مَكَّةَ قَبْلَ الصُّبْحِ.
".

فماذا فعل النبي بعد ذلك وكيف أخبر قريش بأمر الرحلة وهل صدقوه.؟
هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله 
تابعونا بارك الله فيكم

 الحلقة التالية 👈  هنا 

هناك تعليقان (2):

  1. سبحانك يارب {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
    يجازيكم ربي بالخير لنشركم سيرة رسول الله اتمنى الجميع يتابعكم

    ردحذف
  2. Merci jazakom allah khira

    ردحذف