الجمعة، 14 ديسمبر 2012

قصة إسلام عمر رضي الله عنه

حلقة رقم 30
كان يريد قتل النبي ثم هداه الله للإسلام فأصبح الفاروق !


قصة إسلام عمر بن الخطاب ::

•:*¨`*:•..•:*¨`*:•..•:*¨`​*:•



خلاصة الروايات ـ مع الجمع بينها ـ في إسلامه رضي الله عنه:

أنه التجأ ليلة إلى المبيت خارج بيته، فجاء إلى الحرم، ودخل في ستر الكعبة، والنبي صلى الله عليه وسلم قائم يصلي، وقد استفتح سورة {الْحَاقَّةُ}،فجعل عمر يستمع إلى القرآن، ويعجب من تأليفه، قال: فقلت ـ أي في نفسي: هذا والله شاعر، كما قالت قريش،

قال: فقرأ {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ} [الحاقة:40، 41]

قال: قلت: كاهن. فقرأ الرسول :{ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ} إلى آخر السورة [الحاقة:42، 43] . قال: فوقع الإسلام في قلبي.


...ღ

كان هذا أول وقوع نواة الإسلام في قلبه، لكن كانت قشرة النزعات الجاهلية، وعصبية التقليد، والتعاظم بدين الآباء هي غالبـة على مخ الحقيقة التي كان يتهمس بها قلبه، فبقى مُجدًا في عمله ضد الإسلام غير مكترث بالشعور الذي يكمن وراء هذه القشرة.

وتحكي لنا الصحابية ليلي بنت أبي حََثَمَة رضي الله عنها زوجة الصحابي عامر بن ربيعة رضي الله عنه أنهم حين كانوا يتجهزون للهجرة إلى الحبشة فرارا من أذى قريش ذهب زوجها لبعض حاجاتهم فأقبل عمر فرآها وهو الذي كان يعذبهم ويؤذيهم فقال لها أهو الانطلاق يا ام عبد الله ؟ أي هل سترحلون ؟ قالت فقلت له نعم والله لنخرجن في أرض الله آذيتمونا وقهرتمونا حتى يجعل الله لنا مخرجا . فقال لها عمر صحبكم الله !

تقول فتعجبت من قوله ورأيت له رقة لم أرها من قبل فلما أقبل زوجها عامر قالت له يا أبا عبد الله لو رأيت عمر ورقته وحزنه علينا فقال لها زوجها أطمعتي في إسلامه ! 
قالت نعم 
قال لها لا يسلم الذي رأيت حتى يسلم حمار الخطاب 
قال عامر هذا لما كان يرى من غلظة عمر وقسوته على المسلمين من قبل فلم يتصور انه يمكن ان يسلم في يوم من الأيام .  


وكان عمر ذو عقل راجح وفكر واسع وكان له رأي مسموع عند قريش وكان كثيرا ما يتعجب من أمر المسلمين كيف يثبتون على دينهم الجديد ويضحون من أجله بالغالي والنفيس وكان يعجبه صبرهم وحسن أخلاقهم ورغم ذلك منعته العصبية والجاهلية أن يفكر في الإسلام. 
ولما رأى المسلمون قد هاجروا كانت الصراعات تشتعل في نفسه لماذا يفعل المسلمون هذا ولماذا يتركون وطنهم ويهاجروا منه وقال في نفسه إنه محمد سبب كل هذا هو الذي فرق قريشا وجعل العداوة بينهم والله لأقتلنه فتعود قريش كما كانت 
فأخذ سيفه وانطلق يبحث عن النبي ليقتله وكانت الأخبار قد وصلته أن النبي يجتمع مع بعض المسلمين الذين لم يهاجروا إلى الحبشة عند الصفا فذهب ليبحث عنه وبينما هو في طريقه لقيه نًعيم ُ بن عبد الله النحَام  العدوي رضي الله عنه وكان يخفي إسلامه فقال له أين تريد يا عمر ؟ أي إلى أين أنت ذاهب ؟ قال له عمر أريد هذا الصابئ محمدا الذي فرق قريشا وعاب ديننا وسفه آلهتنا فأقتله . 
قال له نعيم لبئس الممشى مشيت يا عمر والله لقد غرتك نفسُك وتريد هلكة قومك أترى بني عبد مناف  وبني زهرة تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدا ؟؟

 فتحاورا حتى علت أصواتهما فقال عمر إني أرى انك قد صبوت أي اتبعت محمدا ولو أعلم ذلك يقينا لبدأت بك وقتلتك أولا فلما رأي نعيم أن عمر مصر على موقفه أراد أن يلهيه عن وجهته فقال له اذهب فأقم امر أهل بيتك أولا فإني علمت أنهم قد أسلموا وتركوك في ضلالتك 
فقال له وأي أهل بيتي؟ فقال له  أختك وزوجها سعيد بن زيد فرجع عمر غاضبا وذهب إلى بيت أخته وزوجها وكان عندهما خباب بن الأرت  رضي الله عنه معه صحيفة فيها سورة طه يقرأها عليهما فلما سمعوا صوت عمر خارجا اختبأ خباب 

فلما دخل عمر قال ما هذه الهينمة التي كنت أسمعها عندكم والهينمة هو الكلام الخفي الذي لا يُفهم فقالا له ما عدا حديثا تحدثناه بيننا فقال لهم عمر لعلكما قد صبوتما ؟
 فقال له سعيد بن زيد يا عمر أرأيت إن كان الحق في غير دينك ؟
فضربه عمر ضربة شديدة فسقط فقامت فاطمة لتمنع زوجها سعيدا من عمر   فضربها عمر حتى سال منها الدم فلما فعل عمر ذلك قالا له 
"نعم لقد أسلمنا فاصنع ما بدا لك ".
فلما رأى عمر  ما بأخته من الدم ندم على ما فعل وكف عن ضربهما وقال لأخته أعطني هذه الصحيفة التي سمعتكما تقرآن منها أنظر ما هذا الذي جاء به محمد فخافت أن يمزقها فرفضت أن تعطيه إياها حتى حلف لها بآلهته أنه سوف يردها إليها فقالت له إنك نجس على شركك وإنه لا يمسها إلا المطهرون قم فاغتسل أولا فقام واغتسل وأخذ الصحيفة يقرأها فقرأ:

 
بسم الله الرحمن الرحيم "طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى الرحمن على العرش استوي ""  حتى وصل إلى قوله تعالى إنني انا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري ""  فرق قلبه وقال ما أحسنَ هذا الكلامَ واكرمَه !
أمن هذا تفر قريش ؟؟ 
ما ينبغي لمن يقول هذا الكلامَ أن يعبدُ معه غيرٌه  دلوني على محمد فلما سمع ذلك خباب خرج إليه وقال له أبشر يا عمر فإني والله لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه صلى الله عليه وسلم فإني سمعته وهو يقول " اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين  إليك عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام " فالله الله يا عمر فقال له عمر دلني يا خباب على محمد حتى آتيه فأسلم فقال له هو في دار الأرقم بن أبي الأرقم عند الصفا فانطلق عمر إلى رسول الله في دار الأرقم فضرب الباب فرآه أصحاب النبي من شق في الباب وهو متوشحا سيفه فظنوا انه يريد شرا فقال لهم حمزة مالكم ؟ 


...ღ

قالوا : عمر بن الخطاب قال لهم افتحوا له إن كان يريد خيرا بذلناه له وإن كان يريد شرا قتلناه بسيفه فقال رسول الله ائذن له ففتحوا له الباب  فقام إليه رسول الله حتى لقيه فأخد بمجامع ثوبه وجذبه إليه جذبة شديدة وقال له " ما جاء بك يا بن الخطاب ؟ فوالله ما أرى ان تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة ." 
فقال عمر : يا رسول الله جئت لأؤمن بالله ورسوله وبما جاء من عند الله
 أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله 
فكبر رسول الله تكبيرة عرف منها كل من كان في البيت أن عمر قد أسلم فكبروا جميعا .. واعتز  المسلمون بإسلامه كثيرا ودخل عمر الإسلام بإخلاص متناه وعمل على تأكيده بكل ما أوتي من قوة 


...ღ
كان عمر رضي الله عنه ذا شكيمة لا يرام، وقد أثار إسلامه ضجة بين المشركين، وشعورا لهم بالذلة والهوان، وكسا المسلمين عزة وشرفًا وسرورًا.

نكمل في الحلقة القادمة إن شاء الله أول مواقف عمر بن الخطاب بعد إسلامه

تابعونا بارك الله فيكم..




..


لسماع القصة بأسلوب مبسط من هنا 

هناك تعليق واحد:

  1. رضي الله عن الفاروق عمر وعن الصحابة أجمعين

    ردحذف