السبت، 5 يناير 2013

قريش يسألون الرسول عن الروح وعن ذي القرنين وعن أصحاب الكهف فبماذا أجاب ؟



قريش يسألون الرسول عن الروح وعن ذي القرنين وعن أصحاب الكهف فبماذا أجاب ؟

حلقة 35

بعد أن فشلت جميع محاولات قريش في إثناء الرسول والمسلمين عن الدعوة لدينهم قرروا أمرا جديدا !!اجتمعوا يوما فقام أحدهم ويدعي النضر بن الحارث فنصحهم قائلًا:

يا معشر قريش، والله لقد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد، قد كان محمد فيكم غلامًا حدثًا أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثًا، وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب، و جاءكم بما جاءكم به، قلتم: ساحر، لا والله ما هو بساحر، لقد رأينا السحرة ونَفْثَهم وعَقْدَهم،
وقلتم: كاهن، لا والله ما هو بكاهن، قد رأينا الكهنة وتَخَالُجَهم وسمعنا سَجَعَهُم،
وقلتم: شاعر، لا والله ما هو بشاعر، قد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها هَزَجَه ورَجَزَه،
وقلتم: مجنون، لا والله ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون، فما هو بخنقه، ولا وسوسته، ولا تخليطه، يا معشر قريش، فانظروا في شأنكم، فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم.

وكان النضر بن الحارث من شياطين قريش ، وممن كان يؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وينصب له العداوة ، وكان قد قدم الحيرة ، وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس ، وأحاديث رستم واسبنديار .
فكان إذا جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجلسا فذكر فيه بالله ، وحذر قومه ما أصاب من قبلهم من الأمم من نقمة الله ، خلفه في مجلسه إذا قام ، ثم قال : أنا والله يا معشر قريش ، أحسن حديثا منه ، فهلم إلي ، فأنا أحدثكم أحسن من حديثه ، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم واسبنديار ، ثم يقول : بماذا محمد أحسن حديثا مني ؟ .
قال ابن هشام : وهو الذي قال فيما بلغني : سأنزل مثل ما أنزل الله . قال ابن إسحاق : وكان ابن عباس - رضي الله عنهما - يقول ، فيما بلغني : نزل فيه ثمان آيات من القرآن : قول الله - عز وجل - :
 إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين  . وكل ما ذكر فيه من الأساطير من القرآن .

فلما قال لهم ذلك النضر بن الحارث بعثوه ، وبعثوا معه عقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة ، وقالوا لهما : سلاهم عن محمد ، وصفا لهم صفته ، وأخبراهم بقوله ، فإنهم أهل الكتاب الأول ، وعندهم علم ليس عندنا من علم الأنبياء ، فخرجا حتى قدما المدينة ، فسألا أحبار يهود عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووصفا لهم أمره ، وأخبراهم ببعض قوله ، وقالا لهم : إنكم أهل التوراة ، وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا .
فقالت لهما أحبار يهود : سلوه عن ثلاث نأمركم بهن ، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل ، وإن لم يفعل فالرجل متقول ، فروا فيه رأيكم .

سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان أمرهم ؛ فإنه قد كان لهم حديث عجب ،

وسلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبؤه ،

وسلوه عن الروح ما هي ؟ فإذا أخبركم بذلك فاتبعوه ، فإنه نبي ، وإن لم يفعل ، فهو رجل متقول ، فاصنعوا في أمره ما بدا لكم .

فأقبل النضر بن الحارث ، وعقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي حتى قدما مكة علىقريش ، فقالا : يا معشر قريش ، قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد ، قد أخبرنا أحبار يهود أن نسأله عن أشياء أمرونا بها ، فإن أخبركم عنها فهو نبي ، وإن لم يفعل فالرجل متقول ، فروا فيه رأيكم .


فجاءوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : يا محمد ، أخبرنا عن فتية ذهبوا في الدهر الأول قد كانت لهم قصة عجب ؛ وعن رجل كان طوافا قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ؛ وأخبرنا عن الروح ما هي ؟ قال : فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أخبركم بما سألتم عنه غدا ولم يستثن أي لم يقل إن شاء الله ، فانصرفوا عنه .
فمكث رسول الله - صلى الله عليه وسلم فيما يذكرون - خمس عشرة ليلة لا يحدث الله إليه في ذلك وحيا ، ولا يأتيه جبريل ، حتى أرجف أهل مكة ، وقالوا : وعدنا محمد غدا ، واليوم خمس عشرة ليلة ، قد أصبحنا منها لا يخبرنا بشيء مما سألناه عنه ، وحتى أحزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكث الوحي عنه ، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة : ثم جاءه جبريل من الله - عز وجل - بسورة أصحاب الكهف ، فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم ، وخبر ما سألوه عنه من أمر الله الفتية ، والرجل الطواف ، والروح


فلما جاءهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما عرفوا من الحق ، وعرفوا صدقه فيما حدث ، وموقع نبوته فيما جاءهم به من علم الغيوب حين سألوه عما سألوا عنه ، حال الحسد منهم له بينهم وبين اتباعه وتصديقه ، فعتوا على الله وتركوا أمره عيانا ، ولجوا فيما هم عليه من الكفر .
فقال قائلهم :  لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون  أي اجعلوه لغوا وباطلا ، واتخذوه هزوا لعلكم تغلبونه بذلك ، فإنكم إن ناظرتموه أو خاصمتموه يوما غلبكم .


نكمل الحلقة القادمة إن شاء الله
تابعونا بارك الله فيكم





الحلقات السابقة هنا : http://goo.gl/9XDs0

قريش تطلب من الرسول أن يعبد أصنامهم سنة معهم ويعبدون الله سنة معه

حلقة 34
مســـاومــات وتنـــــــــازلات
✿`*:•..•:*¨`*:•..•:*¨`✿

لما فشلت قريش في مفاوضتهم المبنية على الإغراء والترغيب، والتهديد والترهيب، وخاب أبو جهل فيما أبداه من الرعونة وقصد الفتك، تيقظت فيهم رغبة الوصول إلى حل حصيف ينقذهم عما هم فيه،

ولم يكونوا يجزمون أن النبي صلى الله عليه وسلم على باطل، بل كانوا ـ كما قال الله تعالى {لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ} [الشورى:14].

فرأوا أن يساوموه صلى الله عليه وسلم في أمور الدين، ويلتقوا به في منتصف الطريق، فيتركوا بعض ما هم عليه، ويطالبوا النبي صلى الله عليه وسلم بترك بعض ما هو عليه، وظنوا أنهم بهذا الطريق سيصيبون الحق، إن كان ما يدعو إليه النبي صلى الله عليه وسلم حقًا.
..
..
روى ابن إسحاق بسنده، قال: اعترض رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ـ وهو يطوف بالكعبة ـ الأسودُ بن المطلب بن أسد بن عبد العزى والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف والعاص بن وائل السهمى ـ وكانوا ذوى أسنان في قومهم ـ

فقالوا: يا محمد، هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، فنشترك نحن وأنت في الأمر، فإن كان الذي تعبد خيرًا مما نعبد كنا قد أخذنا بحظنا منه، وإن كان ما نعبد خيرًا مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه،

فأنزل الله تعالى فيهم: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} السورة كلها.


...ღ

وأخرج عَبْدُ بن حُمَـيْد وغيره عن ابن عباس أن قريشًا قالت: لو استلمتَ آلهتنا لعبدنا إلهك. فأنزل الله : {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} السورة كلها وأخرج ابن جرير وغيره عنه أن قريشًا قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: تعبد آلهتنا سنة، ونعبد إلهك سنة،فأنزل الله

:{قُلْ أَفَغَيْرَ الله ِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ} [الزمر:64]

ولما حسم الله تعالى هذه المفاوضة المضحكة بهذه المفاصلة الجازمة لم تيأس قريش كل اليأس، بل أبدوا مزيدًا من التنازل بشرط أن يجرى النبي صلى الله عليه وسلم بعض التعديل فيما جاء به من التعليمات،
....
....
فقالوا: {ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ}، فقطع الله هذا السبيل أيضًا بإنزال ما يرد به النبي صلى الله عليه وسلم عليهم فقال:

{قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [يونس:15]

ونبه على عظم خطورة هذا العمل بقوله:

{ وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا} [الإسراء:73: 75].

...ღ


.بعد ذلك صارت قريش في حيرة من أمرهم وبدأوا في اتخاذ خطوات جادة فما كام منهم إلا أن بدأوا الأتصال باليهود !!!

فماذا حدث ؟؟

..هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله

تابعونا بارك الله فيكم





الحلقات السابقة هنا : http://goo.gl/9XDs0


الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

أبو جهل يحاول قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم

رؤساء قريش يفاوضون رسول الله صلى الله عليه وسلم
✿`*:•..•:*¨`*:•..•:*¨`✿✿`*​:•..•:*¨`*:•..•:*¨`✿



حلقة 33
.
.لم تفقد قريش الأمل في محاولة إقناع الرسول بالكف عن دعوته في مقابل إعطائه المال والملك عليهم وقد كلمه عتبة بن ربيعة في ذلك ورأينا كيف رد عليه الرسول فرجع عتبة خائبا مهزوما .  ولكنهم لم ييأسوا ...


فتشاور رؤساء قريش فيما بينهم وفكروا في كل جوانب القضية، ودرسوا كل المواقف بروية وتريث، ثم اجتمعوا يومًا عند ظهر الكعبة بعد غروب الشمس، وأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يدعونه، ....

فجاء مسرعًا يرجو خيرًا، فلما جلس إليهم قالوا له مثل ما قال عتبة، وعرضوا عليه نفس المطالب التي عرضها عتبة. وكأنهم ظنوا أنه لم يثق بجدية هذا العرض حين عرض عتبة وحده، فإذا عرضوا هم أجمعون يثق ويقبل،...

ولكن قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما بي ما تَقُولُون، ما جِئْتُكُم بما جِئْتُكُم بِه أَطْلُب أَمْوَالكُم ولا الشَّرف فيكم، ولا المُلْكَ عليكم، ولكنّ الله بَعَثَنِى إلَيْكُم رَسُولًا، وَ أَنْزَلَ علىَّ كِتابًا، وأَمَرَنِى أنْ أَكُونَ لَكُم بَشِيرًا وَنَذِيرًا، فَبَلَّغْتُكُم رِسَالاتِ ربي، وَنَصَحْتُ لَكُمْ، فإِنْ تَقْبَلُوا مِنّى ما جِئْتُكُم بِه فَهُوَ حَظُّكُم في الدُنيا والآخرة، وإنْ تَرُدُّوا علىّ أَصْبِر لأمْرِ الله ِ حتّى يَحْكُم الله ُ بَيْنِى وَ بَيْـنَكُم). أو كما قال.

...ღ

فانتقلوا إلى نقطة أخرى، وطلبوا منه أن يسأل ربه أن يسير عنهم الجبال، ويبسط لهم البلاد، ويفجر فيها الأنهار، ويحيى لهم الموتى ـ ولا سيما قصى بن كلاب ـ فإن صدقوه يؤمنون به. فأجاب بنفس ما سبق من الجواب.


فانتقلوا إلى نقطة ثالثة، وطلبوا منه أن يسأل ربه أن يبعث له ملكًا يصدقه، ويراجعونه فيه، وأن يجعل له جنات وكنوزًا وقصورًا من ذهب وفضة، فأجابهم بنفس الجواب.


فانتقلوا إلى نقطة رابعة، وطلبوا منه العذاب: أن يسقط عليهم السماء كسفًا، كما يقول ويتوعد، فقال: (ذلك إلى الله ، إن شاء فعل). فقالوا: أما علم ربك أنا سنجلس معك، ونسألك ونطلب منك، حتى يعلمك ما تراجعنا به، وما هو صانع بنا إذا لم نقبل.!!!


وأخيرًا هددوه أشد التهديد، وقالوا:أما والله لا نتركك وما فعلت بنا حتى نهلكك أو تهلكنا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم، وانصرف إلى أهله حزينًا أسفا لما فاته ما طمع من قومه.



عزم أبي جهل على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم
✿`*:•..•:*¨`*:•..•:*¨`✿✿`*​:•..•:*¨`*:•..•:*¨`✿


ولما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم خاطبهم أبو جهل في كبريائه وقال:

يا معشر قريش، إن محمدًا قد أبي إلا ما ترون من عيب ديننا، وشتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وشتم آلهتنا، وأني أعاهد الله لأجلسن له بحجر ما أطيق حمله، فإذا سجد في صلاته فضخت به رأسه، فأسلمونى عند ذلك أو امنعونى، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم،

قالوا: والله لا نسلمك لشيء أبدًا، فامض لما تريد.
.
.
✿فلما أصبح أبو جهل، أخذ حجرًا كما وصف، ثم جلس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظره، وغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يغدو، فقام يصلي، وقد غدت قريش فجلسوا في أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل،

فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم احتمل أبو جهل الحجر، ثم أقبل نحوه، حتى إذا دنا منه رجع منهزمًا ممتقعًا لونه، مرعوبًا قد يبست يداه على حجره، حتى قذف الحجر من يده، وقامت إليه رجال قريش فقالوا له: ما لك يا أبا الحكم؟

قال: قمت إليه لأفعل به ما قلت لكم البارحة، فلما دنوت منه عرض لى دونه فَحْلٌ من الإبل، لا والله ما رأيت مثل هَامَتِه، ولا مثل قَصَرَتِه ولا أنيابه لفحل قط، فَهَمَّ بى أن يأكلنى.

...ღ

✿قال ابن إسحاق: فذكر لى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ذلك جبريل عليه السلام لو دنا لأخذه)

صلي الله عليك يا سيدي يا رسول الله
نكمل في الحلقة القادمة إن شاء الله مساومات قريش لرسول الله
.
.
تابعونا بارك الله فيكم





الخميس، 20 ديسمبر 2012

قريش تعرض المال والملك علي الرسول ليترك دينه !

قريش تعرض المال والملك علي الرسول ليترك دينه

حلقة 32






بعد إسلام حمزة بن عبد المطلب وعمـر بن الخطاب رضي الله عنهما عرفت قريش أن حمزة وعمر سيدافعون عن المسلمين بكل قوتهم فبدأوا في أسلوب المساومة وتقديم المغريات للرسول والمسلمين ليتركوا الإسلام ، ولم يدر هؤلاء المساكين أن كل ما تطلع عليه الشمس لا يساوي جناح بعوضة أمام دين الله والدعوة إليه، فخابوا وفشلوا فيما أرادوا‏.‏

عتبة بن ربيعة يساوم رسول الله
 

•:*¨`*:•..•:*¨`*:•.•:*¨`*:•.


كان عتبة بن ربيعة سيدًا في قومه ، فقال يومًا ـ وهو في نادى قريش، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحده‏:‏

يا معشر قريش، ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورًا لعله يقبل بعضها، فنعطيه أيها شاء ويكف عنا‏؟‏ وذلك حين أسلم حمزة رضي الله عنه ورأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثرون ويزيدون،

فقالوا‏:‏ بلى، يا أبا الوليد، قم إليه، فكلمه، فقام إليه عتبة،حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،

فقال‏:‏ يابن أخي، إنك منا حيث قد علمت من السِّطَةِ في العشيرة، والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم ودينهم، وكفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع منى أعرض عليك أمورًا تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها‏.

 فقال رسول صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏قل يا أبا الوليد أسمع‏)‏‏.‏

قال‏:‏ يابن أخي، إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالًا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالًا، وإن كنت تريد به شرفًا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرًا دونك، وإن كنت تريد به ملكًا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيًا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه ـ أو كما قال له ـ حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع منه


قال‏:‏ ‏(‏أقد فرغت يا أبا الوليد‏؟‏‏)‏
قال‏:‏ نعم،
قال‏:‏ ‏(‏فاسمع منى‏)‏،
قال‏:‏ أفعل،

فقال‏:‏ ‏{‏ بسم الله الرحمن الرحيم حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آَذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5) }‏ ‏[‏فصلت‏:‏1‏:‏ 5‏]‏‏.



‏ ثم مضى رسول الله فيها، يقرؤها عليه‏.‏ فلما سمعها منه عتبة أنصت له، وألقى يديه خلف ظهره معتمدًا عليهما، يسمع منه، ثم انتهي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة منها فسجد ثم قال‏:‏ ‏(‏قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت، فأنت وذاك‏)‏‏.‏

فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعض‏:‏ نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به‏.‏ فلما جلس إليهم قالوا‏:‏ ما وراءك يا أبا الوليد‏؟‏

قال‏:‏ ورائي أني سمعت قولًا والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر، ولا بالكهانة، يا معشر قريش، أطيعونى واجعلوها بي، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم، وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به،

قالوا‏:‏ سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه،
قال‏:‏ هذا رأيي فيه، فاصنعوا ما بدا لكم‏.‏

وفي روايات أخرى‏:‏ أن عتبة استمع حتى إذا بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏13‏]‏ قال‏:‏ حسبك، حسبك، ووضع يده على فم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وناشده بالرحم أن يكف، وذلك مخافة أن يقع النذير، ثم قام إلى القوم فقال ما قال‏.‏..

نتابع في الحلقة القادمة إن شاء الله موقف قريش بعد ذلك

تابعونا بارك الله فيكم








الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

أول مواقف عمر بن الخطاب بعد الإسلام ولماذا سماه رسول الله الفاروق



حلقة 31

...ღ

✿روى ابن إسحاق بسنده عن عمر قال: لما أسلمت تذكرت أي أهل مكة أشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم عداوة،

قال: قلت: أبو جهل، فأتيت حتى ضربت عليه بابه، فخرج إلىّ، وقال: أهلًا وسهلًا، ما جاء بك؟ قال: جئت لأخبرك إني قد آمنت بالله وبرسوله محمد، وصدقت بما جاء به.

قال: فضرب الباب في وجهي، وقال: قبحك الله ، وقبح ما جئت به.


✿ وذكر ابن الجوزي أن عمر رضي الله عنه قال: كان الرجل إذا أسلم تعلق به الرجال، فيضربونه ويضربهم، فجئت ـ أي حين أسلمت ـ إلى خالى ـ وهو العاصى بن هاشم ـ فأعلمته فدخل البيت، قال: وذهبت إلى رجل من كبراء قريش ـ لعله أبو جهل ـ فأعلمته فدخل البيت.

✿ وفي رواية لابن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر قال: لما أسلم عمر بن الخطاب لم تعلم قريش بإسلامه، فقال: أي أهل مكة أنشأ للحديث؟ اي أكثر الناس نشرا للحديث ..فقالوا: جميل بن معمر الجمحى. فخرج إليه وأنا معه، أعقل ما أرى وأسمع، فأتاه، فقال: ياجميل، إني قد أسلمت،

قال: فو الله ما رد عليه كلمة حتى قام عامدًا إلى المسجد فنادى [بأعلى صوته] أن: يا قريش، إن ابن الخطاب قد صبأ.

فقال عمر ـ وهو خلفه: كذب، ولكنى قد أسلمت [وآمنت بالله وصدقت رسوله]، فثاروا إليه فما زال يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رءوسهم، وطَلَح ـ أي أعيا ـ عمر، فقعد، وقاموا على رأسه، وهو يقول: افعلوا ما بدا لكم

فبينما هم على ذلك إذ أقبل شيخ من قريش ، عليه حلة حبرة وقميص موشى ، حتى وقف عليهم فقال ما شأنكم ؟ قالوا : صبأ عمر فقال فمه رجل اختار لنفسه أمرا ، فماذا تريدون ؟ أترون بني عدي بن كعب يسلمون لكم صاحبهم - يقصد عمر - هكذا ؟ خلوا عن الرجل . قال فوالله لكأنما كانوا ثوبا كشط عنه..  .. قيل أن هذا الرجل كان العاص بن وائل السهمي ..

لماذا سُـمِّــي بــالفــاروق
•:*¨`*:•..•:*¨`*:•..•

هذا بالنسبة إلى المشركين، أما بالنسبة إلى المسلمين فروى مجاهد عن ابن عباس

قال: سألت عمر بن الخطاب: لأي شيء سميت الفاروق؟

قال: أسلم حمزة قبلى بثلاثة أيام ـ ثم قص عليه قصة إسلامه. وقال في آخره: قلت ـ أي حين أسلمت: يا رسول الله ، ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟

قال: (بلى، والذي نفسي بيده، إنكم على الحق وإن متم وإن حييتم)،

قال: قلت: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لنخرجن، فأخرجناه في صفين، حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، له صوت ككديد الطحين، حتى دخلنا المسجد،

قال: فنظرت إلىّ قريش وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم (الفاروق) يومئذ.


✿ وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: ما كنا نقدر أن نصلى عند الكعبة حتى أسلم عمر.

✿ وعن صهيب بن سنان الرومى رضي الله عنه قال: لما أسلم عمر ظهر الإسلام، ودعى إليه علانية، وجلسنا حول البيت حلقًا، وطفنا بالبيت، وانتصفنا ممن غلظ علينا، ورددنا عليه بعض ما يأتى به.

✿ وعن عبد الله بن مسعود قال: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر.

♥اللهم أعـز الإسلام وانصر المسلمين في كل مكان

نتابع في الحلقة القادمة إن شاء الله أحداث جديدة من السيرة العطرة..



الجمعة، 14 ديسمبر 2012

قصة إسلام عمر رضي الله عنه

حلقة رقم 30
كان يريد قتل النبي ثم هداه الله للإسلام فأصبح الفاروق !


قصة إسلام عمر بن الخطاب ::

•:*¨`*:•..•:*¨`*:•..•:*¨`​*:•



خلاصة الروايات ـ مع الجمع بينها ـ في إسلامه رضي الله عنه:

أنه التجأ ليلة إلى المبيت خارج بيته، فجاء إلى الحرم، ودخل في ستر الكعبة، والنبي صلى الله عليه وسلم قائم يصلي، وقد استفتح سورة {الْحَاقَّةُ}،فجعل عمر يستمع إلى القرآن، ويعجب من تأليفه، قال: فقلت ـ أي في نفسي: هذا والله شاعر، كما قالت قريش،

قال: فقرأ {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ} [الحاقة:40، 41]

قال: قلت: كاهن. فقرأ الرسول :{ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ} إلى آخر السورة [الحاقة:42، 43] . قال: فوقع الإسلام في قلبي.


...ღ

كان هذا أول وقوع نواة الإسلام في قلبه، لكن كانت قشرة النزعات الجاهلية، وعصبية التقليد، والتعاظم بدين الآباء هي غالبـة على مخ الحقيقة التي كان يتهمس بها قلبه، فبقى مُجدًا في عمله ضد الإسلام غير مكترث بالشعور الذي يكمن وراء هذه القشرة.

وتحكي لنا الصحابية ليلي بنت أبي حََثَمَة رضي الله عنها زوجة الصحابي عامر بن ربيعة رضي الله عنه أنهم حين كانوا يتجهزون للهجرة إلى الحبشة فرارا من أذى قريش ذهب زوجها لبعض حاجاتهم فأقبل عمر فرآها وهو الذي كان يعذبهم ويؤذيهم فقال لها أهو الانطلاق يا ام عبد الله ؟ أي هل سترحلون ؟ قالت فقلت له نعم والله لنخرجن في أرض الله آذيتمونا وقهرتمونا حتى يجعل الله لنا مخرجا . فقال لها عمر صحبكم الله !

تقول فتعجبت من قوله ورأيت له رقة لم أرها من قبل فلما أقبل زوجها عامر قالت له يا أبا عبد الله لو رأيت عمر ورقته وحزنه علينا فقال لها زوجها أطمعتي في إسلامه ! 
قالت نعم 
قال لها لا يسلم الذي رأيت حتى يسلم حمار الخطاب 
قال عامر هذا لما كان يرى من غلظة عمر وقسوته على المسلمين من قبل فلم يتصور انه يمكن ان يسلم في يوم من الأيام .  


وكان عمر ذو عقل راجح وفكر واسع وكان له رأي مسموع عند قريش وكان كثيرا ما يتعجب من أمر المسلمين كيف يثبتون على دينهم الجديد ويضحون من أجله بالغالي والنفيس وكان يعجبه صبرهم وحسن أخلاقهم ورغم ذلك منعته العصبية والجاهلية أن يفكر في الإسلام. 
ولما رأى المسلمون قد هاجروا كانت الصراعات تشتعل في نفسه لماذا يفعل المسلمون هذا ولماذا يتركون وطنهم ويهاجروا منه وقال في نفسه إنه محمد سبب كل هذا هو الذي فرق قريشا وجعل العداوة بينهم والله لأقتلنه فتعود قريش كما كانت 
فأخذ سيفه وانطلق يبحث عن النبي ليقتله وكانت الأخبار قد وصلته أن النبي يجتمع مع بعض المسلمين الذين لم يهاجروا إلى الحبشة عند الصفا فذهب ليبحث عنه وبينما هو في طريقه لقيه نًعيم ُ بن عبد الله النحَام  العدوي رضي الله عنه وكان يخفي إسلامه فقال له أين تريد يا عمر ؟ أي إلى أين أنت ذاهب ؟ قال له عمر أريد هذا الصابئ محمدا الذي فرق قريشا وعاب ديننا وسفه آلهتنا فأقتله . 
قال له نعيم لبئس الممشى مشيت يا عمر والله لقد غرتك نفسُك وتريد هلكة قومك أترى بني عبد مناف  وبني زهرة تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدا ؟؟

 فتحاورا حتى علت أصواتهما فقال عمر إني أرى انك قد صبوت أي اتبعت محمدا ولو أعلم ذلك يقينا لبدأت بك وقتلتك أولا فلما رأي نعيم أن عمر مصر على موقفه أراد أن يلهيه عن وجهته فقال له اذهب فأقم امر أهل بيتك أولا فإني علمت أنهم قد أسلموا وتركوك في ضلالتك 
فقال له وأي أهل بيتي؟ فقال له  أختك وزوجها سعيد بن زيد فرجع عمر غاضبا وذهب إلى بيت أخته وزوجها وكان عندهما خباب بن الأرت  رضي الله عنه معه صحيفة فيها سورة طه يقرأها عليهما فلما سمعوا صوت عمر خارجا اختبأ خباب 

فلما دخل عمر قال ما هذه الهينمة التي كنت أسمعها عندكم والهينمة هو الكلام الخفي الذي لا يُفهم فقالا له ما عدا حديثا تحدثناه بيننا فقال لهم عمر لعلكما قد صبوتما ؟
 فقال له سعيد بن زيد يا عمر أرأيت إن كان الحق في غير دينك ؟
فضربه عمر ضربة شديدة فسقط فقامت فاطمة لتمنع زوجها سعيدا من عمر   فضربها عمر حتى سال منها الدم فلما فعل عمر ذلك قالا له 
"نعم لقد أسلمنا فاصنع ما بدا لك ".
فلما رأى عمر  ما بأخته من الدم ندم على ما فعل وكف عن ضربهما وقال لأخته أعطني هذه الصحيفة التي سمعتكما تقرآن منها أنظر ما هذا الذي جاء به محمد فخافت أن يمزقها فرفضت أن تعطيه إياها حتى حلف لها بآلهته أنه سوف يردها إليها فقالت له إنك نجس على شركك وإنه لا يمسها إلا المطهرون قم فاغتسل أولا فقام واغتسل وأخذ الصحيفة يقرأها فقرأ:

 
بسم الله الرحمن الرحيم "طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى الرحمن على العرش استوي ""  حتى وصل إلى قوله تعالى إنني انا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري ""  فرق قلبه وقال ما أحسنَ هذا الكلامَ واكرمَه !
أمن هذا تفر قريش ؟؟ 
ما ينبغي لمن يقول هذا الكلامَ أن يعبدُ معه غيرٌه  دلوني على محمد فلما سمع ذلك خباب خرج إليه وقال له أبشر يا عمر فإني والله لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه صلى الله عليه وسلم فإني سمعته وهو يقول " اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين  إليك عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام " فالله الله يا عمر فقال له عمر دلني يا خباب على محمد حتى آتيه فأسلم فقال له هو في دار الأرقم بن أبي الأرقم عند الصفا فانطلق عمر إلى رسول الله في دار الأرقم فضرب الباب فرآه أصحاب النبي من شق في الباب وهو متوشحا سيفه فظنوا انه يريد شرا فقال لهم حمزة مالكم ؟ 


...ღ

قالوا : عمر بن الخطاب قال لهم افتحوا له إن كان يريد خيرا بذلناه له وإن كان يريد شرا قتلناه بسيفه فقال رسول الله ائذن له ففتحوا له الباب  فقام إليه رسول الله حتى لقيه فأخد بمجامع ثوبه وجذبه إليه جذبة شديدة وقال له " ما جاء بك يا بن الخطاب ؟ فوالله ما أرى ان تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة ." 
فقال عمر : يا رسول الله جئت لأؤمن بالله ورسوله وبما جاء من عند الله
 أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله 
فكبر رسول الله تكبيرة عرف منها كل من كان في البيت أن عمر قد أسلم فكبروا جميعا .. واعتز  المسلمون بإسلامه كثيرا ودخل عمر الإسلام بإخلاص متناه وعمل على تأكيده بكل ما أوتي من قوة 


...ღ
كان عمر رضي الله عنه ذا شكيمة لا يرام، وقد أثار إسلامه ضجة بين المشركين، وشعورا لهم بالذلة والهوان، وكسا المسلمين عزة وشرفًا وسرورًا.

نكمل في الحلقة القادمة إن شاء الله أول مواقف عمر بن الخطاب بعد إسلامه

تابعونا بارك الله فيكم..




..


لسماع القصة بأسلوب مبسط من هنا 

الأحد، 9 ديسمبر 2012

إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه

في ظل معاناة الرسول ومن بقي في مكة من الصحابة ظهرت بشائر في الأفق ومنها :

حلقة 29


إســــلام حـــمـــزة رضي الله عنه
.•:*¨`*:•..•:*¨`*:•..•:*¨`​*:•


خلال هذا الجو الملبد بغيوم الظلم والعدوان ظهر برق أضاء الطريق، وهو إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أسلم في أواخر السنة السادسة من النبوة، والأغلب أنه أسلم في شهر ذى الحجة.

وسبب إسلامه: أن أبا جهل مر برسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا عند الصفا فآذاه ونال منه وسبّه ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت لا يكلمه، ثم ضربه أبو جهل بحجر في رأسه فَشَجَّهُ حتى نزف منه الدم، ثم انصرف عنه إلى نادى قريش عند الكعبة، فجلس معهم،



وكانت مولاة لعبد الله بن جُدْعَان في مسكن لها على الصفا ترى ذلك، وأقبل حمزة من القَنَص "الصيد" مُتَوَشِّحًا قوسه، فأخبرته المولاة بما رأت من أبي جهل، فغضب حمزة ـ وكان أعز فتى في قريش وأشده شكيمة ـ فخرج يسعى، لم يقف لأحد؛ معدًا لأبي جهل إذا لقيه أن يوقع به،

فلما دخل المسجد وجده جالسا بين قومه فأقبل عليه وأمسك قوسه وضربه به ضربة شديدة فشق رأسه، وقال له: 
وقال له أتشتم ابن أخي وأنا على دينه أقول ما يقول ؟ رد على ذلك إن استطعت 


 فثار رجال من بني مخزوم ـ حى أبي جهل ـ وثار بنو هاشم ـ حي حمزة ـ فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة، فإني سببت ابن أخيه سبًا قبيحًا.


وكان إسلام حمزة أول الأمر غضبا لما حدث لابن اخيه وبعدها شرح الله صدره فاستمسك بالعروة الوثقى، واعتز به المسلمون أيما اعتزاز..
.

إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه
.•:*¨`*:•..•:*¨`*:•..•:*¨`​*:•


أسلم في ذى الحجـة سـنة سـت مـن النبـوة. بعد ثلاثة أيام من إسلام حمزة رضي الله عنه وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا الله تعالى لإسلامه. فقد أخرج الترمذى عن ابن عمر، وصححه، وأخرج الطبراني عن ابن مسعود وأنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك: بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام) فكان أحبهما إلى الله عمر رضي الله عنه.

وبعد إدارة النظر في جميع الروايات التي رويت في إسلامه يبدو أن نزول الإسلام في قلبه كان تدريجيًا، ولكن قبل أن نسوق خلاصتها نرى أن نشير إلى ما كان يتمتع به رضي الله عنه من العواطف والمشاعر.

كان رضي الله عنه معروفًا بحدة الطبع وقوة الشكيمة، وطالما لقى المسلمون منه ألوان الأذى، والظاهر أنه كانت تصطرع في نفسه مشاعر متناقضة؛ احترامه للتقاليد التي سنها الآباء والأجداد وتحمسه لها،

ثم إعجابه بصلابة المسلمين، وباحتمالهم البلاء في سبيل العقيدة، ثم الشكوك التي كانت تساوره ـ كأي عاقل ـ في أن ما يدعو إليه الإسلام قد يكون أجل وأزكى من غيره، ولهذا ما إن يَثُور حتى يَخُور.



فكيف أسلم عمر بن الخطاب هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله










بأسلوب مبسط