الأربعاء، 29 مايو 2013

تابع المؤمنون من غير أهل مكة

۞ حلقة 48 من سيرة النبي ۞..


تعرفنا في الحلقة السابقة علي عدد من صحابة رسول الله الذين أسلموا من خارج مكة 

نتعرف علي عدد آخر منهم رضي الله عنهم 


4 ـ طُفَيْل بن عمرو الدَّوْسى‏:‏ 

كان رجلًا شريفًا، شاعرًا لبيبًا، رئيس قبيلة دوس، وكانت لقبيلته إمارة أو شبه إمارة في بعض نواحى اليمن، قدم مكة في عام 11 من النبوة، فاستقبله أهلها قبل وصوله إليها، وبذلوا له أجل تحية وأكرم تقدير،

وقالوا له‏:‏ يا طفيل، إنك قدمت بلادنا، وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا، وقد فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وإنما قوله كالسحر، يفرق بين الرجل وأبيه، وبين الرجل وأخيه ، وبين الرجل وزوجـه، وإنا نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا، فلا تكلمه ولا تسمعن منه شيئًا‏.‏ 

يقول طفيل‏:‏ فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت ألا أسمع منه شيئًا، ولا أكلمه، حتى حشوت أذنى حين غدوت إلى المسجد كُرْسُفًا؛ فرقًا من أن يبلغنى شيء من قوله، 

قال‏:‏ فغدوت إلى المسجد فإذا هو قائم يصلى عند الكعبة، فقمت قريبًا منه، فأبي الله إلا أن يسمعنى بعض قوله، فسمعت كلامًا حسنًا،

فقلت في نفسى‏:‏ واثكل أمي، والله إني رجل لبيب شاعر؛ ما يخفي عليّ الحسن من القبيح، فما يمنعنى أن أسمع من هذا الرجل ما يقول‏؟‏ فإن كان حسنًا قبلته، وإن كان قبيحًا تركته، فمكثت حتى انصرف إلى بيته فاتبعته، حتى إذا دخل بيته دخلت عليه، فعرضت عليه قصة مقدمى، وتخويف الناس إياي، وسد الأذن بالكرسف، ثم سماع بعض كلامه،

وقلت له‏:‏ اعرض عليّ أمرك، فعرض عليّ الإسلام، وتلا عليّ القرآن‏.‏ فوالله ما سمعت قولًا قط أحسن منه، ولا أمرًا أعدل منه، فأسلمت وشهدت شهادة الحق، وقلت له‏:‏ إني مطاع في قومى، وراجع إليهم، وداعيهم إلى الإسلام، فادع الله أن يجعل لى آية، فدعا‏.‏ 

وكانت آيته أنه لما دنا من قومه جعل الله نورًا في وجهه مثل المصباح، فقال‏:‏ اللهم في غير وجهي‏.‏ أخشى أن يقولوا‏:‏ هذه مُثلة اي أصابه عيب ، فتحول النور إلى سوطه، فدعا أباه وزوجته إلى الإسلام فأسلما، 

وأبطأ عليه قومه في الإسلام، لكن لم يزل بهم حتى هاجر بعد الخندق، ومعه سبعون أو ثمانون بيتًا من قومه، وقد أبلى في الإسلام بلاء حسنًا، وقتل شهيدًا يوم اليمامة‏.‏ 
***


5 ـ ضِمَاد الأزدى‏:‏ 

كان من أزْدِ شَنُوءَة من اليمن، وكان يرقى من هذا الريح اي كان يشتغل بالرقية ، قدم مكة فسمع سفهاءها يقولون‏:‏ إن محمدًا مجنون،

فقال‏:‏ لو إني أتيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدى، فلقيه، 

فقال‏:‏ يا محمد، إني أرقى من هذا الريح، فهل لك‏؟‏ 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن الحمد لله نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلله فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله‏.‏ أما بعد‏)‏‏.‏ 

فقال‏:‏ أعد عليّ كلماتك هؤلاء، فأعادهن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، 

فقال‏:‏ لقد سمعت قول الكهنة، وقول السحرة، وقول الشعراء، فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء، ولقد بلغن قاموس البحر، هات يدك أبايعك على الإسلام، فبايعه‏.‏ 
***


نلتقي في الحلقة القادمة مع أول نسمات يثرب والتي سيكون لها شأن عظيم في تغير مجري الدعوة كليا 



تابعونا بارك الله فيكم

الحلقات السابقة هنا : http://goo.gl/9XDs0

تابعونا بارك الله فيكم


الخميس، 23 مايو 2013

المؤمنون من غير أهل مكة

۞ حلقة 47 من سيرة النبي ۞..


توقفنا في الحلقة السابقة عند القبائل التي دعاها الرسول للإسلام والآن لنري من آمن به من خارج مكة :

المؤمنون من غير أهل مكة 



1 ـ سويد بن الصامت‏:‏ 

كان شاعرًا لبيبًا، من سكان يثرب، يسميه قومه ‏[‏الكامل‏]‏ لجلده وشعره وشرفه ونسبه، جاء مكة 

حاجًا أو معتمرًا، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام،

فقال‏:‏ لعل الذي معك مثل الذي معى‏.‏

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏وما الذي معك‏؟‏‏)‏

قال‏:‏ حكمة لقمان‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏اعرضها عليَّ‏)‏‏.‏ فعرضها،

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن هذا لكلام حسن، والذي معى أفضل من هذا؛ قرآن 

أنزله الله تعالى عليّ، هو هدى ونور‏)‏، فتلا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، ودعاه إلى 

الإسلام، فأسلم،

وقال‏:‏ إن هذا لقول حسن‏.‏ فلما قدم المدينة لم يلبث أن قتل في وقعة بين الأوس والخزرج قبل يوم 

بعاث‏.‏ والأغلب أنه أسلم في أوائل السنة الحادية عشرة من النبوة‏.‏
***


2 ـ إياس بن معاذ‏:‏ 

كان غلامًا حدثا من سكان يثرب، قدم في وفد من الأوس، جاءوا يلتمسون الحلف من قريش على 

قومهم من الخزرج، وذلك قبيل حـرب بعاث في أوائل سنة 11 من النبوة؛ إذ كانت نيران العداوة متقدة 

في يثرب بين القبيلتين ـ وكان الأوس أقل عددًا من الخزرج ـ فلما علم رسول الله صلى الله عليه 

وسلم بمقدمهم جاءهم، فجلس إليهم،

وقال لهم‏:‏ ‏(‏هل لكم في خير مما جئتم له‏؟‏‏)‏ فقالوا‏:‏ وما ذاك‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏أنا رسول الله ، بعثنى إلى العباد، 

أدعوهم إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئًا، وأنزل عليّ الكتاب‏)‏،
ثم ذكر لهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن‏.‏

فقال إياس بن معاذ‏:‏ أي قوم، هذا والله خير مما جئتم له، فأخذ أبو الحيسر أنس بن رافع ـ رجل من 

الوفد ـ حفنة من تراب البطحاء فرمى بها وجه إياس،

وقال‏:‏ دعنا فلعمرى لقد جئنا لغير هذا، فصمت إياس، وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانصرفوا 

إلى المدينة من غير أن ينجحوا في عقد حلف مع قريش‏.‏

وبعد رجوعهم إلى يثرب لم يلبث إياس أن هلك، وكان يهلل ويكبر ويحمد ويسبح عند موته، فلا 

يشكون أنه مات مسلمًا‏.‏

***


3 ـ أبو ذر الغفاري‏:‏ 


وكان من سكان نواحي يثرب، ولعله لما بلغ إلى يثرب خبر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بسويد 

بن الصامت وإياس بن معاذ، وقع في أذن أبي ذر أيضًا، وصار سببًا لإسلامه‏.‏

روى البخاري عن ابن عباس قال‏:‏ قال أبو ذر‏:‏ كنت رجلًا من غفار، فبلغنا أن رجلًا قد خرج بمكة يزعم أنه 

نبى ، فقلت لأخي‏:‏ انطلق إلى هذا الرجل وكلمه، وائتنى بخبره، فانطلق فلقيه، ثم رجع، فقلت‏:‏ ما 

عندك‏؟‏ فقال‏:‏ والله ، لقد رأيت رجلًا يأمر بالخير، وينهي عن الشر، 

فقلت له‏:‏ لم تشفنى من الخبر، فأخذت جرابًا وعصا، ثم أقبلت إلى مكة، فجعلت لا أعرفه، وأكره أن 

أسأل عنه، وأشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد‏.‏
قال‏:‏ فمر بى عليّ‏.‏ فقال‏:‏ كأن الرجل غريب‏؟‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ نعم‏.‏ فقال‏:‏ فانطلق إلى المنزل، فانطلقت معه لا 

يسألنى عن شيء ولا أسأله ولا أخبره‏.‏

فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه، وليس أحد يخبرنى عنه بشيء‏.‏ قال‏:‏ فمر بى عليّ فقال‏:‏ 

أما نال للرجل يعرف منزله بعد‏؟‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ فانطلق معي،

قال‏:‏ فقال‏:‏ ما أمرك‏؟‏ وما أقدمك هذه البلدة‏؟‏ قال‏:‏ قلت له‏:‏إن كتمت عليّ أخبرتك، قال‏:‏ فإني أفعل، قال‏:‏ 

قلت له‏:‏ بلغنا أنه قد خرج هاهنا رجل يزعم أنه نبى الله ، فأرسلت أخي يكلمه فرجع ولم يشفنى من 

الخبر، فأردت أن ألقاه‏.‏

فقال له‏:‏ أما إنك قد رشدت‏.‏ هذا وجهي إليه، ادخل حيث أدخل فإني إن رأيت أحدًا أخافه عليك قمت 

إلى الحائط كإني أصلح نعلى، وامض أنت‏.‏ فمضى ومضيت معه حتى دخل، ودخلت معه على النبي 

صلى الله عليه وسلم‏.

‏فقلت له‏:‏اعرض عليّ الإسلام‏.‏ فعرضه، فأسلمت مكإني ، فقال لي‏:‏ ‏(‏يا أبا ذر، اكتم هذا الأمر، وارجع 

إلى بلدك، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل‏)‏‏.‏

فقلت‏:‏ والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم، فجئت إلى المسجد، وقريش فيه

، فقلت‏:‏ يا معشر قريش، إني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ،

فقالوا‏:‏ قوموا إلى هذا الصابئ‏.‏ فقاموا، فضربت لأموت، فأدركنى العباس فأكب عليّ، ثم أقبل عليهم 

فقال‏:‏ ويلكم تقتلون رجلًا من غفار‏؟‏ ومتجركم وممركم على غفار، فأقلعوا عنى‏.

‏ فلما أن أصبحت الغد، رجعت، فقلت مثل ما قلت بالأمس‏.‏ فقالوا‏:‏ قوموا إلى هذا الصابئ، فصنع بي ما 

صنع بالأمس، فأدركني العباس، فأكب عليّ وقال مثل مقالته بالأمس‏.‏ 

***

نكمل معا في الحلقة القادمة ونتعرف علي عدد آخر من صحابة رسول الله ممن أسلموا من خارج 

مكة ..

الحلقات السابقة هنا : http://goo.gl/9XDs0

تابعونا بارك الله فيكم

الخميس، 9 مايو 2013

رسول الله يعرض الإسلام علي القبائل بعدما رفضت قريش دعوته

۞ حلقة 47 من سيرة النبي ۞..


بعد رجوع الحبيب محمد من الطائف بدأ في:

عرض الإســلام علي القــبائل والأفـــراد
•:*¨`*:••:*¨`*:••:*¨`*:••:*¨`*:•

في ذى القعدة سنة عشر من النبوة ـ في أواخر يونيو أو أوائل يوليو سنة 619 م ـ عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة؛ ليستأنف عرض الإسلام على القبائل والأفراد، ولاقتراب الموسم كان الناس يأتون إلى مكة رجالا، وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق لأداء فريضة الحج، وليشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم الله في أيام معلومات،

فانتهز رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الفرصة، فأتاهم قبيلة قبيلة يعرض عليهم الإسلام ويدعوهم إليه ، كما كان يدعوهم منذ السنة الرابعة من النبوة ، وقد بدأ يطلب منهم من هذه السنة ـ العاشرة ـ أن يؤووه وينصروه ويمنعوه حتى يبلغ ما بعثه الله به.

♣♦♣
القبائل التي عرض عليها الإسلام

✿-----✿-----✿-----✿-----✿

..قال الزهرى: وكان ممن يسمى لنا من القبائل الذين أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعاهم وعرض نفسه عليهم:

بنو عامر بن صَعْصَعَة، ومُحَارِب بن خَصَفَة، وفزارة، وغسان، ومرة، وحنيفة، وسليم، وعَبْس، وبنو نصر، وبنو البَكَّاء، وكندة، وكلب، والحارث بن كعب، وعُذْرَة، والحضارمة، فلم يستجب منهم أحد.

وهذه القبائل التي سماها الزهرى لم يكن عرض الإسلام عليها في سنة واحدة ولا في موسم واحد، بل إنما كان ما بين السنة الرابعة من النبوة إلى آخر موسم قبل الهجرة. ولا يمكن تسمية سنة معينة لعرض الإسلام على قبيلة معينة، ولكن الأكثر كان في السنة العاشرة.

أما كيفية عرض الإسلام على هذه القبائل، وكيف كانت ردودهم على هذا العرض فقد ذكرها ابن إسحاق، ونلخصها فيما يلي:

1󾀽
ـ بنو كلب: أتى النبي صلى الله عليه وسلم إلى بطن منهم يقال لهم: بنو عبد الله ، فدعاهم إلى الله وعرض عليهم نفسه، حتى إنه ليقول لهم: (يا بني عبد الله ، إن الله قد أحسن اسم أبيكم)، فلم يقبلوا منه ما عرض عليهم.



2󾀽
ـ بنو حنيفة: أتاهم في منازلهم فدعاهم إلى الله ، وعرض عليهم نفسه، فلم يكن أحد من العرب أقبح عليه ردًا منهم.


3󾀽
ـ وأتى إلى بني عامر بن صعصعة: فدعاهم إلى الله ، وعرض عليهم نفسه، فقال بَيْحَرَة بن فِرَاس [رجل منهم]: والله ، لو إني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب،

ثم قال: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟ 

قال: (الأمر إلى الله ، يضعه حيث يشاء)، 

فقال له: أفَتُهْدَفُ نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا، لا حاجة لنا بأمرك، فأبوا عليه.


ولما رجعت بنو عامر تحدثوا إلى شيخ لهم لم يواف الموسم لكبر سنه، وقالوا له: جاءنا فتى من قريش من بني عبد المطلب يزعم أنه نبى، يدعونا إلى أن نمنعه ونقوم معه، ونخرج به إلى بلادنا، فوضع الشيخ يديه على رأسه ثم قال: يا بني عامر وهل لها من تَلاَف؟ هل لذُنَابَاها من مَطْلَب؟ والذي نفس فلان بيده ما تَقَوَّلَها إسماعيلى قط، وإنها لحق، فأين رأيكم كان عنكم؟.

قوله: (هل لها من تلاف)، أي: تدارك، وقوله: (وهل لذناباها من مطلب) مثل يُضرب لما فات


󾁁
󾁁

المؤمنون من غــير أهــل مكة
✿-----✿-----✿-----✿-----✿

وكما عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام على القبائل والوفود، عرض على الأفراد والأشخاص، وحصل من بعضهم على ردود صالحة، وآمن به عدة رجال بعد هذا الموسم بقليل.....

سنتعرف علي بعض منهم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالي

تابعونا بارك الله فيكم


الحلقات السابقة هنا : http://goo.gl/9XDs0

الاثنين، 22 أبريل 2013

الجن يستمعون إلي رسول الله ويؤمنون به

۞ حلقة 46 من سيرة النبي ۞..




توقفنا في الحلقة السابقة عندما كان رسول الله عائدا من الطائف مهموما حزينا وجلس يدعو ربه فبعث الله إليه نفرا من الجن يستمعون القرآن ويؤمنوا به حتي يخفف عنه ويخبره أنه حتي لو كذبك قومك فهناك من يصدقك

تعالوا نكمل معا :


تقدم الرسول في طريق مكة حتى بلغ وادى نخلة، وأقام فيه أيامًا. 

وخلال إقامته صلى الله عليه وسلم هناك بعث الله إليه نفرًا من الجن ذكرهم الله في موضعين من القرآن:

✿..في سورة الأحقاف: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ الله ِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأحقاف:29: 31].


✿..وفي سورة الجن: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} إلـى تمـام الآيــة الخامـسة عشـر [ الجن: 1: 15].


ومن سياق هذه الآيات ـ وكذا من سياق الروايات التي وردت في تفسير هذا الحادث ـ يتبين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم حضور ذلك النفر من الجن حين حضروا وسمعوا، وإنما علم بعد ذلك حين أطلعه الله عليه بهذه الآيات، وأن حضورهم هذا كان لأول مرة، ويقتضى سياق الروايات أنهم وفدوا بعد ذلك مرارًا.

✿----
----✿
وحقًا كان هذا الحادث نصرًا آخر أمده الله من كنوز غيبه المكنون بجنوده التي لا يعلمها إلا هو، ثم إن الآيات التي نزلت بصدد هذا الحادث كانت في طيها بشارات بنجاح دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن أي قوة من قوات الكون لا تستطيع أن تحول بينها وبين نجاحها:

{وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ الله ِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [الأحقاف:32]، {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ الله َ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا} [الجن:12].

أمام هذه النصرة، وأمام هذه البشارات، أقشعت سحابة الكآبة والحزن واليأس التي كانت مطبقة عليه منذ أن خرج من الطائف مطرودًا حزينا . حتى صمم على العود إلى مكة، وعلى القيام باستئناف خطته الأولى في عرض الإسلام وإبلاغ رسالة الله الخالدة بنشاط جديد وبجد وحماس.


وحينئذ قال له زيد بن حارثة: كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك؟ يعنى قريشًا،

فقال: (يا زيد، إن الله جاعل لما ترى فرجًا ومخرجًا، وإن الله ناصر دينه، ومظهر نبيه).

وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا دنا من مكة مكث بحِرَاء، وبعث رجلًا من خزاعة إلى الأخنس بن شَرِيق ليجيره أي ليحميه من قريش ، فقال: أنا حليف، والحليف لا يجير ، فبعث إلى سهيل بن عمرو، فقال سهيل: إن بني عامر لا تجير على بني كعب،

فبعث إلى المطعم بن عدى، فقال المطعم: نعم ، ثم تسلح ودعا بنيه وقومه ، فقال: البسوا السلاح، وكونوا عند أركان البيت، فإني قد أجرت محمدًا، 

ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن ادخل، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه زيد بن حارثة حتى انتهي إلى المسجد الحرام، 

فقام المطعم بن عدى على راحلته فنادى: يا معشر قريش، إني قد أجرت محمدًا فلا يهجه أحد منكم، وانتهي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الركن فاستلمه، وطاف بالبيت، وصلى ركعتين، وانصرف إلى بيته، ومطعم بن عدى وولده محدقون به بالسلاح حتى دخل بيته.


وقيل: إن أبا جهل سأل مطعمًا: أمجير أنت أم متابع ـ مسلم؟. قال: بل مجير. قال: قد أجرنا من أجرت.
...
...
وقد حفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم للمطعم هذا الصنيع، فقال في أسارى بدر: (لو كان المطعم بن عدى حيًا ثم كلمنى في هؤلاء لتركتهم له).

صلي الله عليك يا سيدي يا رسول الله

✿..تابعونا في الحلقة القادمة إن شاء الله
بارك الله فيكم





الأربعاء، 20 مارس 2013

ما حدث لرسول الله أثناء عودته من الطائف ..

۞ حلقة 45 من سيرة النبي ۞..

ما حدث لرسول الله أثناء عودته من الطائف ..
 

تابعنا في الحلقة السابقة ما حدث لرسول الله في الطائف وكيف انه عاد حزينا مهموما وجلس يدعو ربه ويشتكي إليه فأتاه جبريل فماذا قال له ؟

هيا لنتابع :

روى البخاري تفصيل القصة ـ بسنده ـ عن عروة بن الزبير، أن عائشة رضي الله عنها حدثته أنها قالت للنبى صلى الله عليه وسلم: 

هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد؟

قال: (لقيت من قومكِ ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد يالِيل بن عبد كُلاَل، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت ـ وأنا مهموم ـ على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقَرْنِ الثعالب ـ وهو المسمى بقَرْنِ المنازل ـ فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل،

فناداني،

فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم.

فناداني ملك الجبال، فسلم عليّ

ثم قال: يا محمد، ذلك، فما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ـ أي لفعلت، والأخشبان: هما جبلا مكة: أبو قُبَيْس والذي يقابله، وهو قُعَيْقِعَان ـ

قال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله عز وجل من أصلابهم من يعبد الله عز وجل وحده لا يشرك به شيئا).


وفي هذا الجواب الذي أدلى به الرسول صلى الله عليه وسلم تتجلى شخصيته الفذة، وما كان عليه من الخلق العظيم

صلي الله عليك يا سيدي يا رسول الله كم لاقيت من أجل دعوة ربك

يارب جازه خير ما جازيت نبياً عن أمته

**..**

أفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم واطمأن قلبه لأجل هذا النصر الغيبى الذي أمده الله عليه من فوق سبع سموات، ثم تقدم في طريق مكة حتى بلغ وادى نخلة، وأقام فيه أيامًا. وفي وادى نخلة موضعان يصلحان للإقامة ـ السَّيْل الكبير والزَّيْمَة ـ لما بهما من الماء والخصب، ولم نقف على مصدر يعين موضع إقامته صلى الله عليه وسلم فيه.


وخلال إقامته صلى الله عليه وسلم هناك بعث الله إليه نفرًا من الجن ذكرهم الله في موضعين من القرآن

وحقًا كان هذا الحادث نصرًا آخر أمده الله من كنوز غيبه المكنون بجنوده التي لا يعلمها إلا هو،

كأن الله يقول لرسوله لا تحزن وأبشر فإن كان الناس قد آذوك ورفضوا قبول دعوتك فهناك عباد لله لا تعلمهم يصدقونك ويؤمنون بما جئت به .. 

سنتعرف علي تفاصيل ما حدث للرسول ونفر الجن في الحلقة القادمة إن شاء الله 


تابعونا بارك الله فيكم


السبت، 9 مارس 2013

يوم الطائف

۞ حلقة 44 من سيرة النبي ۞..


من أصعب الأيام التي مرت بحياة رسول الله 


دعـوة الإسـلام خـارج مكـة
♥..•:*¨`*:•.....•:*¨`*:


بعدما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله من الأذي مالم تكن تناله في حياة عمه 
فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في شوال سنة عشر من النبوة إلى الطائف، وهي تبعد عن مكة نحو ستين ميلًا، سارها ماشيًا على قدميه جيئة وذهابًا، ومعه مولاه زيد بن حارثة، وكان كلما مر على قبيلة في الطريق دعاهم إلى الإسلام، فلم تجب إليه واحدة منها.

فلما انتهي إلى الطائف عمد ثلاثة إخوة من رؤساء ثقيف، وهم عبد ياليل ومسعود وحبيب أبناء عمرو بن عمير الثقفي، فجلس إليهم ودعاهم إلى الله ، وإلى نصرة الإسلام،

فقال أحدهم: هو يَمْرُط ثياب الكعبة [أي يمزقها] إن كان الله أرسلك.

وقال الآخر: أما وَجَدَ الله أحدًا غيرك، !!

وقال الثالث:والله لا أكلمك أبدًا، إن كنت رسولًا لأنت أعظم خطرًا من أن أرد عليك الكلام، ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغى أن أكلمك.

فقام عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لهم: [إذ فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني].

وكان يريد منهم أن يكتموا خبر رفضهم دعوته لئلا يصل الخبر إلي قريش فتتمادي في ظلمها و اضطهادها له وللمسلمين.



وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أهل الطائف عشرة أيام، لا يدع أحدًا من أشرافهم إلا جاءه وكلمه، 

فقالوا: اخرج من بلادنا. وأغروا به سفهاءهم، فلما أراد الخروج تبعه سفهاؤهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به، حتى اجتمع عليه الناس، فوقفوا له صفين وجعلوا يرمونه بالحجارة، وبكلمات من السفه، ورجموا عراقيبه، حتى اختضب نعلاه بالدماء.


وكان زيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى أصابه شِجَاج في رأسه، ولم يزل به السفهاء كذلك حتى ألجأوه إلى حائط اي بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة على بعد ثلاثة أميال من الطائف، 

فلما التجأ إليه رجعوا عنه، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حُبْلَة من عنب فجلس تحت ظلها إلى جدار. فلما جلس إليه واطمأن،

دعا بالدعاء المشهور الذي يدل على امتلاء قلبه كآبة وحزنًا مما لقى من الشدة، وأسفًا على أنه لم يؤمن به أحد، قال:

(اللهم إليك أشكو ضَعْف قُوَّتِى، وقلة حيلتى، وهوإني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تَكِلُنى؟ إلى بعيد يَتَجَهَّمُنِى؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سَخَطُك، لك العُتْبَى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك).

✿.

فلما رآه ابنا ربيعة تحركت له رحمهما، فدعوا غلامًا لهما نصرانيًا يقال له: عَدَّاس، وقالا له:خذ قطفًا من هذا العنب، واذهب به إلى هذا الرجل. فلما وضعه بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم مد يده إليه قائلًا: (بسم الله ) ثم أكل.

فقال عداس: إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أي البلاد أنت؟ وما دينك؟ قال: أنا نصراني من أهل نِينَوَى.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرية الرجل الصالح يونس بن مَتَّى). 

قال له: وما يدريك ما يونس ابن متى؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ذاك أخي، كان نبيًا وأنا نبي)، 

فأكب عداس على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويديه ورجليه يقبلها.

فقال ابنا ربيعة أحدهما للآخر: أما غلامك فقد أفسده عليك. فلما جاء عداس قالا له: ويحك ما هذا؟ قال: يا سيدى، ما في الأرض شيء خير من هذا الرجل، لقد أخبرني بأمر لا يعلمه إلا نبى، قالا له: ويحك يا عداس ، لا يصرفنك عن دينك، فإن دينك خير من دينه.

ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق مكة بعد خروجه من الحائط كئيبًا محزونًا كسير القلب، فلما بلغ قرن المنازل بعث الله إليه جبريل ومعه ملك الجبال، يستأمره أن يطبق الأخشبين  وهما جبلان على أهل مكة.

فماذا قال رسول الله لجبريل بالرغم من حزنه وألمه 

تابعونا في الحلقة القادمة لنعرف ماذا حدث 

بارك الله فيكم

الحلقات السابقة هنا : http://goo.gl/9XDs0

الجمعة، 1 مارس 2013

البشارات بالنجاح كانت أحد عوامل الصبر والثبات علي الأذي

۞ حلقة 43 من سيرة النبي ۞..



كانت أيات القرآن وما فيها من بشارات تبشر المؤمنين بالنصر وبالنجاح أحد عوامل صبر الرسول والصحابة علي الأذي والإضطهاد ..قال تعالى: 

{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاء صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ}

[الصافات:171: 177]

،وقال: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر:45]، وقال: {جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ} [ص:11].

ونزلت في الذين هاجروا إلى الحبشة: 

{وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي الله ِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} [النحل:41]. 
..

 وقال وهو يذكر الرسل

: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} [إبراهيم:13، 14].

وحينما كانت الحرب مشتعلة بين الفرس والرومان، وكان الكفار يحبون غلبة الفرس لكونهم مشركين، والمسلمون يحبون غلبة الرومان لكونهم مؤمنين بالله والرسل والوحى والكتب واليوم الآخر، وكانت الفرس يغلبون ويتقدمون، أنزل الله بشارة بغلبة الروم في بضع سنين، ولكنه لم يقتصر على هذه البشارة الواحدة، بل صرح ببشارة أخرى، وهي نصر الله للمؤمنين حيث 

قال: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ الله } [الروم: 4، 5].
..
وقال خباب بن الأرت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد برده وهو في ظل الكعبة، وقد لقينا من المشركين شدة، 

فقلت: ألا تدعو الله ، 

فقعد، وهو محمر وجهه، فقال: (لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله ـ زاد بيان الراوى ـ والذئب على غنمه) وفي رواية: (ولكنكم تستعجلون)

ولم تكن هذه البشارات مخفية مستورة، بل كانت فاشية مكشوفة، يعلمها الكفرة، كما كان يعلمها المسلمون، حتى كان الأسود بن المطلب وجلساؤه إذا رأوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تغامزوا بهم، وقالوا: قد جاءكم ملوك الأرض الذين يرثون كسرى وقيصر، ثم يصفرون ويصفقون.

وأمام هذه البشارات بالمستقبل المجيد المستنير في الدنيا، كانت تهون كل الأهوال التي يلاقيها المسلمون

هذا ولم يزل الرسول صلى الله عليه وسلم يغذى أرواحهم برغائب الإيمان، ويزكى نفوسهم بتعليم الحكمة والقرآن، ويربيهم تربية دقيقة عميقة، يحدو بنفوسهم إلى منازل سمو الروح، ونقاء القلب، ونظافة الخلق، والتحرر من سلطان الماديات، والمقاومة للشهوات، والنزوع إلى رب الأرض والسموات، ويذكى جمرة قلوبهم، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويأخذهم بالصبر على الأذى، والصفح الجميل، وقهر النفس. فازدادوا رسوخًا في الدين،وعزوفا عن الشهوات، وتفانيًا في سبيل المرضاة، وحنينًا إلى الجنة، وحرصًا على العلم، وفقهًا في الدين، ومحاسبة للنفس، وقهرًا للنزعات وغلبة على العواطف، وتسيطرًا على الثائرات والهائجات، وتقيدًا بالصبر والهدوء والوقار.
..
في الحلقة القادمة سنبدأ إن شاء الله مرحلة جديدة في السيرة ألا وهي الدعوة خارج مكة
تابعونا بارك الله فيكم 

الحلقات السابقة هنا : http://goo.gl/9XDs0