السبت، 9 مارس 2013

يوم الطائف

۞ حلقة 44 من سيرة النبي ۞..


من أصعب الأيام التي مرت بحياة رسول الله 


دعـوة الإسـلام خـارج مكـة
♥..•:*¨`*:•.....•:*¨`*:


بعدما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله من الأذي مالم تكن تناله في حياة عمه 
فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في شوال سنة عشر من النبوة إلى الطائف، وهي تبعد عن مكة نحو ستين ميلًا، سارها ماشيًا على قدميه جيئة وذهابًا، ومعه مولاه زيد بن حارثة، وكان كلما مر على قبيلة في الطريق دعاهم إلى الإسلام، فلم تجب إليه واحدة منها.

فلما انتهي إلى الطائف عمد ثلاثة إخوة من رؤساء ثقيف، وهم عبد ياليل ومسعود وحبيب أبناء عمرو بن عمير الثقفي، فجلس إليهم ودعاهم إلى الله ، وإلى نصرة الإسلام،

فقال أحدهم: هو يَمْرُط ثياب الكعبة [أي يمزقها] إن كان الله أرسلك.

وقال الآخر: أما وَجَدَ الله أحدًا غيرك، !!

وقال الثالث:والله لا أكلمك أبدًا، إن كنت رسولًا لأنت أعظم خطرًا من أن أرد عليك الكلام، ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغى أن أكلمك.

فقام عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لهم: [إذ فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني].

وكان يريد منهم أن يكتموا خبر رفضهم دعوته لئلا يصل الخبر إلي قريش فتتمادي في ظلمها و اضطهادها له وللمسلمين.



وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أهل الطائف عشرة أيام، لا يدع أحدًا من أشرافهم إلا جاءه وكلمه، 

فقالوا: اخرج من بلادنا. وأغروا به سفهاءهم، فلما أراد الخروج تبعه سفهاؤهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به، حتى اجتمع عليه الناس، فوقفوا له صفين وجعلوا يرمونه بالحجارة، وبكلمات من السفه، ورجموا عراقيبه، حتى اختضب نعلاه بالدماء.


وكان زيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى أصابه شِجَاج في رأسه، ولم يزل به السفهاء كذلك حتى ألجأوه إلى حائط اي بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة على بعد ثلاثة أميال من الطائف، 

فلما التجأ إليه رجعوا عنه، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حُبْلَة من عنب فجلس تحت ظلها إلى جدار. فلما جلس إليه واطمأن،

دعا بالدعاء المشهور الذي يدل على امتلاء قلبه كآبة وحزنًا مما لقى من الشدة، وأسفًا على أنه لم يؤمن به أحد، قال:

(اللهم إليك أشكو ضَعْف قُوَّتِى، وقلة حيلتى، وهوإني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تَكِلُنى؟ إلى بعيد يَتَجَهَّمُنِى؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سَخَطُك، لك العُتْبَى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك).

✿.

فلما رآه ابنا ربيعة تحركت له رحمهما، فدعوا غلامًا لهما نصرانيًا يقال له: عَدَّاس، وقالا له:خذ قطفًا من هذا العنب، واذهب به إلى هذا الرجل. فلما وضعه بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم مد يده إليه قائلًا: (بسم الله ) ثم أكل.

فقال عداس: إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أي البلاد أنت؟ وما دينك؟ قال: أنا نصراني من أهل نِينَوَى.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرية الرجل الصالح يونس بن مَتَّى). 

قال له: وما يدريك ما يونس ابن متى؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ذاك أخي، كان نبيًا وأنا نبي)، 

فأكب عداس على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويديه ورجليه يقبلها.

فقال ابنا ربيعة أحدهما للآخر: أما غلامك فقد أفسده عليك. فلما جاء عداس قالا له: ويحك ما هذا؟ قال: يا سيدى، ما في الأرض شيء خير من هذا الرجل، لقد أخبرني بأمر لا يعلمه إلا نبى، قالا له: ويحك يا عداس ، لا يصرفنك عن دينك، فإن دينك خير من دينه.

ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق مكة بعد خروجه من الحائط كئيبًا محزونًا كسير القلب، فلما بلغ قرن المنازل بعث الله إليه جبريل ومعه ملك الجبال، يستأمره أن يطبق الأخشبين  وهما جبلان على أهل مكة.

فماذا قال رسول الله لجبريل بالرغم من حزنه وألمه 

تابعونا في الحلقة القادمة لنعرف ماذا حدث 

بارك الله فيكم

الحلقات السابقة هنا : http://goo.gl/9XDs0

هناك تعليقان (2):