الاثنين، 27 فبراير 2023

بيعة العقبة الأولى واول سفير في الإسلام



 بَيْعَةُ العَقَبَةِ الأوْلَى

لَمَّا رَجَعَ الستة الذين دعاهم رسول الله إلى الإسلام إِلَى المَدِينَةِ ذَكَرُوا لِقَوْمِهِم رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَدَعَوْهم إِلَى الإِسْلَامِ حَتَّى انتشر بينهم، فَلَمْ تَبْقَ دَارٌ مِنْ دُورِ الأنْصَارِ إِلَّا وَفِيهَا ذِكْرٌ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، حَتَّى إِذَا كَانَ العَامُ المُقْبِلُ، وَذَلِكَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مِنَ البِعثَةِ قدم إلى مَوْسِمَ الحَجِّ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، اثْنَانِ مِنَ الأوْسِ، وَعَشَرَةٌ مِنَ الخَزْرَجِ، فِيهِمْ خَمسَةٌ مِنَ السِّتَّةِ الذِينَ اجْتَمَعُوا بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِي العَامِ السَّابِقِ، وَهُمْ:

• مِنَ الخَزْرَجِ مِنْ بَنِي النَّجَارِ:

 أَسْعَدُ بنُ زُرَارَةَ -رضي اللَّه عنه-

عَوْفُ وَمُعَاذُ ابْنَا الحَارِثِ وَهُمَا ابْنَا عَفْرَاءَ.

• مِنْ بَنِي زُرَيْقِ بنِ عَامِرٍ:

 رَافِعُ بنُ مَالِكٍ الْعَجْلَانِيُّ -رضي اللَّه عنه-

 ذَكْوَانُ بُن عَبْدِ قَيْسِ -رضي اللَّه عنه-.

• مِنْ بَنِي عَوْفٍ بنِ الخَزْرَجِ:

 عُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ -رضي اللَّه عنه-

يَزِيدُ بنُ ثَعْلَبَةَ -رضي اللَّه عنه-.

• مِنْ بَنِي سَالِمِ بنِ عَوْفٍ:

العَبَّاسُ بنُ عُبَادَةَ بنِ نَضْلَةَ -رضي اللَّه عنه- (خرج إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو بمَكَّة، وقام معه حتى هاجر إلى المدينة فكان أنصَارِيًا مُهَاجِرِيًا، لم يشهَدْ بَدْرًا، وقُتِلَ -رضي اللَّه عنه- في غَزْوَةِ أحُدٍ. ).

• مِنْ بَنِي سَلِمَة:

 قُطْبَةُ بنُ عَامِرٍ -رضي اللَّه عنه-.

• مِنْ بَنِي حَرَامِ بنِ كَعبٍ:

 عُقْبَةُ بنُ عَامِرٍ -رضي اللَّه عنه-.

• مِنَ الأوْسِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الأشْهَلِ:

 أَبُو الهَيْثَمِ بنُ التَّيِّهَانِ -رضي اللَّه عنه-.

• مِنْ بَنِي عَمرِو بنِ عَوْفٍ:

عُوَيْمُ بنُ سَاعِدَةَ -رضي اللَّه عنه-.


لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- هَؤُلَاءِ عِنْدَ العَقَبَةِ بِمِنًى، فبايَعُوهُ 


* عَلَامَ كَانَتِ البَيْعَةُ؟ :

البيعة تعني المعاقدة والمعاهدة 


 وكَانَتْ عَلَى السَّمْعِ وَالطَاعَةِ فِي العُسْرِ وَاليُسْرِ، وَفي المَنْشَطِ وَالمَكْرَهِ، وَالأمرِ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ وَقَولِ الحَقِّ، وَأَنْ لَا يَخَافُونَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَعَلَى الوَلَاءِ وَالنُّصرَةِ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ المَدِينَةَ، وَأَنْ يمنَعُوهُ مِمَّا يَمنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَهم وَأَزْوَاجَهُمْ، وَأَوْلَادَهُمْ 


* أَوَّلُ جُمُعَةٍ صُليت فِي المَدِينَةِ قَبْلَ الهِجْرَةِ:

كَانَ أَوَّلَ مَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ الجُمُعَةَ قَبْلَ مَقْدَمِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَأَصْحَابِهِ إِلَى المَدِينَةِ هُوَ: أَسْعَدُ بنُ زُرَارَةَ -رضي اللَّه عنه-.


بَعْثُ مُصْعَبِ بنِ عُمَيرٍ -رضي اللَّه عنه- إِلَى المَدِينَةِ لِلدَّعْوَةِ إِلَى الإِسْلَامِ

أول سفير في الإسلام 

لَمَّا انْتَهَى المَوْسِمُ وَانْصَرَفَ القَوْمُ رَاجِعِينَ إِلَى بِلَادِهِمْ، بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مَعَهُمْ شَابًّا مِنْ شَبَابِ المُسْلِمِينَ، السَّابِقِينَ الأوَّلينَ إِلَى الإِسْلَامِ، وَهُوَ مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ -رضي اللَّه عنه-، وَأَمَرَهُ أَنْ يُقْرِئَهُم القُرآنَ، وَيُعَلِّمَهُمْ الإِسْلَامَ، وَيُفَقِّهَهُمْ فِي الدِّينِ، فَكَانَ مُصْعَبٌ -رضي اللَّه عنه- يُسَمَّى بِالمَدِينَةِ: المُقْرِئَ.


وَكَانَ نُزُولُ مُصْعَبٍ -رضي اللَّه عنه- بِالمَدِينَةِ عَلَى السَّيِّدِ الجَلِيلِ السَّابِقِ إِلَى الخَيْرِ أَسْعَدِ بنِ زُرَارَةَ -رضي اللَّه عنه- .


* نَجَاحُ مُصْعَبٍ -رضي اللَّه عنه- فِي مُهِمَّتِهِ:

وَقَدْ نَجَحَ مُصْعَبٌ -رضي اللَّه عنه- أَيَّمَا نَجَاحٍ فِي نَشْرِ الإِسْلَامِ، وَجَمْعِ النَّاسِ عَلَيْهِ، وَاسْتَطَاعَ أَنْ يتخَطَّى الصِّعَابَ التِي تُوجَدُ دَائِمًا فِي طَرِيقِ كُلِّ نَازِحٍ غَرِيبٍ، يُحَاوِلُ أَنْ يَنْقُلَ النَّاسَ مِنْ مَوْرُوثَاتٍ أَلِفُوها إِلَى نِظَامٍ جَدِيدٍ، يَشْمَلُ الحَاضِرَ وَالمُسْتَقْبَلَ، وَيَعُمَّ الإيمَانَ وَالعَمَلَ، وَالخُلُقَ وَالسُّلُوكَ. . . 

وَكَانَ مُصْعَبٌ -رضي اللَّه عنه-لَدَيْهِ ثَرْوَةٌ مِنَ الكِيَاسَةِ وَالفِطْنَةِ ،أخذها مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وِإِخْلَاصٌ للَّهِ، جَعَلَهُ يُضَحِّي بِمَالِ أُسْرَتِهِ وَجَاهِها فِي سَبِيلِ عَقِيدَتِهِ، . . . ثُمَّ هَذَا القُرْآنُ الذِي يَتَأَنَّقُ فِي تِلَاوَيهِ، وَيَتَخَيَّرُ مِنْ رَوَائِعِهِ مَا يَغْزُو بِهِ الألْبَابَ، فَإِذَا الأفْئِدَةُ تَرِقُّ لَهُ، وَتَنْفَتِحُ لِلدِّينِ الجَدِيدِ.

وقد أسلم على يديه العديد من الصحابة ومنهم سعد بن معاذ الذي اهتز لموته عرش الرحمن . 

وسنعرف قصة إسلامه في الحلقة القادمة إن شاء الله فتابعونا ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق