الجمعة، 10 يونيو 2022

وفاة السيدة خديجة رضى الله عنها وحزن النبي عليه الصلاة والسلام عليها



 وفاة السيدة خديجة رضى الله عنها 

 إن خديجة رضي الله عنها من نعم الله الجليلة على رسول الله عليه الصلاة والسلام، فقد آزرته في أحرج الأوقات، وأعانته على إبلاغ رسالته، وشاركته آلامه وآماله، وواسته بنفسها ومالها، وبقيت ربع قرن تحمل معه كيد الخصوم    وآلام الحصار ومتاعب الدعوة وبذلت من أجل هذا الدين كل غالٍ ونفيس وكانت أول من صدق بالرسالة حين نزلت على النبي عليه الصلاة والسلام 

وقد توفيت رضي الله عنها قبل هجرة النبي للمدينة بثلاث سنين وقيل أنها توفيت بعد أبي طالب بشهرين 

ومكثت مع النبي خمس وعشرون سنة وحين توفيت كان عمرها خمس وستون سنة

 وعمر النبي عليه الصلاة والسلام خمسون سنة

ولم يتزوج النبي صلى الله علية وسلم أمرأة قبلها ابدًا بل ولم يتزوج عليها حتى ماتت وقضى معها أجمل أيام العمر فى مودة ورحمة ومحبة وطاعة لله عز وجل ودعوة لدين الله جل وعلا ولم تزوده الأيام بعد وفاتها إلا حبا وًوفاءً لها فكان يثني عليها دائمًا ويحب من يحبها بل كان يحب أن يرى أو يسمع ما يذكره بها وبأيامها العطرة المباركة .

وهكذا صعدت تلك النفس المطمئنة إلى ربها حين جاء أجلها المحتوم بعد أن ضربت مثلاً رائعًا فى الدعوة إلى الله والجهاد فى سبيله وقد عاشت مع الرسول الكريم خمسًا وعشرين عامًا كانت فيها الزوجة الحكيمة العاقلة التى لم تبخل بشيء فيه مرضاه الله ورسوله وقد استحقت أن يبشرها ربها بالجنة .

إن لأمنا خديجة رضى الله عنها فضلاً كبيرًا على كل مسلم ومسلمة إلى قيام الساعة  

  ولقد حزن النبي لموتها حزنًا شديدًا فقد اجتمعت عليه مصيبتان فقده لعمه العطوف الذي طالما دافع عنه وحماه من أذى المشركين وفقده  لزوجته العطوفة التي طالما ساندته ووقفت بجانبه وكانت نعم المعينة 

فلزم النبي بيته وأقل من الخروج وكان من هديه عليه الصلاة والسلا عند المصيبة السكون والرضا بقضاء الله والإسترجاع والحمد لله 

أما عن فضل خديجة فإنه عظيم جدا 

  فقد  بعث الله عز وجل لها السلام مع جبريل وهذه منقبة لم تكن لغيرها وبشرها ربها ببيت في الجنة من قصب أي من لؤلؤ مجوف وقال عنها النبي أنها خير نساء الأرض في عصرها وأنها من أفضل نساء أهل الجنة هي ومريم ابنه عمران وفاطمة بنت محمد وآسيا بنت مزاحم امرأة فرعون 

تروي لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها  وتقول أنها ما غارت على النبي إلا من خديجة رغم أنها لم ترها فقد توفيت وعائشة ما تزال طفلة صغيرة ومع ذلك كانت تغار منها لما تراه من حب النبي لها وتذكره الدائم لها ولصلته أقاربها وصديقاتها بعد موتها 

حتى أنها قالت للنبي ذات مرة إن الله أبدلك خيرا منها فرد النبي عليها  

وقال: ما أبدَلَني اللهُ عزَّ وجلَّ خَيرًا منها، قد آمَنَتْ بي إذ كفَرَ بي الناسُ، وصدَّقَتْني إذ كذَّبَني الناسُ، وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَني الناسُ، ورزَقَني اللهُ عزَّ وجلَّ ولَدَها إذ حرَمَني أولادَ النِّساءِ.

 رضي الله عنها وأرضاها 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق