الجمعة، 22 أبريل 2022

وفاة أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم



آخر مفاوضات قريش مع أبي طالب قبل وفاته 

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشعب يدعو إلى الله تعالى وعادت قريش لشر ما  كانت عليه من الكفر والصد عن سبيل الله وإيذاء للمسلمين وظل أبو طالب يحوط النبي بعنايته وحمايته حتى اشتد به المرض فخافت قريش أن يموت أبو طالب وتعيرهم العرب بعد ذلك إن ألحقوا الأذى بالنبي بعد موت عمه ويقولون تركوه حتى مات عمه نالوا منه!

فاتفقوا على الذهاب مرة أخرى لأبي طالب ليفاوضوه وليجد لهم حلا مع ابن أخيه فقد خافوا من انتشار الدعوة الإسلامية بعد إسلام حمزة وعمر وانتشار خبر الدعوة خارج مكة مع وفود الحجاج 

فمشى إليه أشراف قريش ومنهم عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ، وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، فَقَالُوا: يَا أَبَا طَالِبٍ، إنَّكَ مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتَ، وَقَدْ حَضَرَكَ مَا تَرَى، وَتَخَوَّفْنَا عَلَيْكَ، وَقَدْ عَلِمْتَ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَ ابْنِ أَخِيكَ، فَادْعُهُ، فَخُذْ لَهُ مِنَّا، وَخُذْ لَنَا مِنْهُ، لِيَكُفَّ عَنَّا، وَنَكُفَّ عَنْهُ، وَلِيَدَعَنَا وَدِينَنَا، وَنَدَعَهُ وَدِينَهُ، فَبَعَثَ إلَيْهِ أَبُو طَالِبٍ، فَجَاءَهُ، فَقَالَ: يَابْنَ أَخِي؛ هَؤُلَاءِ أَشْرَافُ قَوْمِكَ، قَدِ اجْتَمَعُوا لَكَ، لِيُعْطُوكَ، وَلِيَأْخُذُوا مِنْكَ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ، كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ تُعْطُونِيهَا تَمْلِكُونَ بِهَا الْعَرَبَ، وَتَدِينُ لَكُمْ بِهَا الْعَجَمُ». 

قَالَ: فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: نَعَمْ وَأَبِيكَ، وَعَشْرَ كَلِمَاتٍ. 

قَالَ: «تَقُولُونَ: لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ. وَتَخْلَعُونَ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ». 

 فَصَفَّقُوا بِأَيْدِيهِمْ، ثُمَّ قَالُوا: أَتُرِيدُ يَا مُحَمَّدُ أَنْ تَجْعَلَ الآلِهَةَ إلَهًا وَاحِدًا، إنَّ أَمْرَكَ لَعَجَبٌ! ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ: إنَّهُ وَاللهِ مَا هَذَا الرَّجُلُ بِمُعْطِيكُمْ شَيْئًا مِمَّا تُرِيدُونَ، فَانْطَلِقُوا وَامْضُوا عَلَى دِينِ آبَائِكُمْ، حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ. قَالَ: ثُمَّ تَفَرَّقُوا 

فأنزل الله تعالى: صٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ذِي ٱلذِّكۡرِ  بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٖ وَشِقَاقٖ  كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّن قَرۡنٖ فَنَادَواْ وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٖ  وَعَجِبُوٓاْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٞ مِّنۡهُمۡۖ وَقَالَ ٱلۡكَٰفِرُونَ هَٰذَا سَٰحِرٞ كَذَّابٌ  أَجَعَلَ ٱلۡأٓلِهَةَ إِلَٰهٗا وَٰحِدًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عُجَابٞ  وَٱنطَلَقَ ٱلۡمَلَأُ مِنۡهُمۡ أَنِ ٱمۡشُواْ وَٱصۡبِرُواْ عَلَىٰٓ ءَالِهَتِكُمۡۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٞ يُرَادُ  مَا سَمِعۡنَا بِهَٰذَا فِي ٱلۡمِلَّةِ ٱلۡأٓخِرَةِ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا ٱخۡتِلَٰقٌ

وَفَاةُ أَبِي طَالِبٍ 

وَلَمْ يَلْبَثْ أَبُو طَالِبٍ أَنْ وَافَتْهُ المَنِيَّةُ، وكَانَتْ وَفَاتُهُ بَعْدَ خُرُوجِهِمْ مِنَ الشِّعْبِ في آخِرِ السَّنَةِ
العَاشِرَةِ مِنَ المَبْعَثِ، وذَلِكَ قَبْلَ الهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ وهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ سَنَة.

ولَمَّا حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ  دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ وعَبْدُ اللَّهُ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ في نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَيْ عَمِّ، قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَة أُحَاجُّ  لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ" فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ: أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟

فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ، وَيُعِيدُ لَهُ تِلْكَ الْمَقَالَةَ، حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ: عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ .

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وَاللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ، مَا لَمْ أُنْهَ عَنْهُ" .


 وهنا وقفة عظيمة وتدبر مع النفس فهذا أبو طالب عم النبي الذي كان يحبه حبا شديدا ويحميه وينصره ويدافع عنه يموت مشركا رغم محاولات النبي صلى الله عليه وسلم لهدايته للإسلام وذلك أن الهداية إنما هي من الله وأن الله وحده يعلم المستحق للهداية وليس للبشر سلطان على أحد يقول الله تعالى "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء''

فبالرغم من حب أبو طالب للنبي إلا أنه كان  باقيا على دينه وعلى ملة قريش رافضا الدخول في
 الإسلام خوفا من معايرة قريش له إن ترك دين آبائه وحين حضرته الوفاة كان جليسه أبو  لهب جليس السوء لم يتركه حتى مات مشركا 
.  نعوذ بالله من الضلال ومن رفقة السوء
نلتقي في الحلقة القادمة إن شاء الله مع وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها 
تابعونا بارك الله فيكم 

الثلاثاء، 1 مارس 2022

مقاطعة قريش بني هاشم وحصارهم في الشِّعب لمدة ثلاث سنوات


 
مقاطعة قريش بني هاشم وحصار الشعب 



لما رأت قريش أن أمر الإسلام ينتشر ويعلو وأن أساليبها كلها للقضاء على الإسلام قد باءت بالفشل وأن المفاوضات لم تعد تجدي نفعا أجمعوا أمرهم على المقاطعة فاجتمعوا واتفقوا أن يكتبوا صحيفة فيها ألا يتزوجوا من بني هاشم وبني عبد المطلب ولا يزوجوهم ولا يبيعوا لهم ولا يشتروا منهم وأن يضيقوا عليهم معيشتهم ولا يخالطوهم ولا يجالسوهم حتى يسلموا إليهم رسول الله .

فاجتمع أبو طالب ببني هاشم وبني عبد المطلب ودعاهم لحماية النبي من بطش قريش واتفقوا أن يدخلوا في الشِّعب وهو طريق بين جبلين فيقيموا به ليستطيعوا حماية النبي فدخلوا جميعا إلا أبو لهب فلم يدخل معهم وانحاز إلى قريش .

وبقى رسول الله والمسلمون في الشعب ثلاث سنين وكان أبو طالب يخاف على النبي كثيرا ويحاوطه ليحميه من أي أذى . واشتد عليهم البلاء والجهد فقد قطعت قريش عنهم الطعام والمؤن حتى كادوا أن يهلكوا من الجوع وكانت قريش تشتري السلع من التجار بأضعاف قيمتها حتى لا يبيعوها إلى المسلمين وكانت تراقب الطرق حتى لا يستطيع أحد إدخال أي معونة داخل الشعب حتى اضطر المحاصرون إلى أكل أوراق الشجر والجلود ومات منهم من مات 

وكان الأطفال لا يكفون عن البكاء من شدة الجوع 

 ولم يكن يستطيع أحد من خارج الشعب أن يساعد المحاصرين إلا سرا خوفا من قريش فكان حكيم بن حزام ابن أخي السيدة خديجة وهشام بن عمرو العامري يصلون أهل الشعب فكانوا يرسلون البعير محملا بالطعام ليلا ويسوقونه باتجاه الشعب ثم يتركونه فيصل إلى المحاصرين   

ومع كل ذلك كان رسول  الله صلى الله عليه وسلم يدعو قومه ليلا ونهارا ويحثهم على الصبر ويبشرهم بأن فرج الله قريب 

 وظلوا في الحصار ثلاث سنوات حتى قام بعض أهل قريش من أصحاب المروءة  ومنهم هشام بن عمرو بن ربيعة فذهب إلى زهير بن أبي أمية المخزومي وقال له أرضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب وتتزوج وتبيع وتشتري وأخوالك محاصرين في الشعب ؟!!

فقال له زهير والله لا أرضى ولكنني رجل واحد !

لو كان معي رجل ثان لقمت إلى الصحيفة ونقضتها فقال له هشام أنا معك 

قال نريد ثالثا فذهبوا إلى المطعم بن عدي وعرضوا عليه الأمر فوافقهم ثم ذهب إلى أبي البختري بن هشام فانضم إليهم وكذلك وافقهم زمعة بن الأسود بن المطلب واتفقوا على أن يتكلموا مع  سادة قريش في اليوم التالي 

وبالفعل اجتمعوا مع قريش وقام زهير وتكلم بأنه لا يرضى بما يحدث لبني عبد المطلب وقال والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة فقام له أبو جهل وقال له كذبت والله لا تشق ! فقام إليه زمعة وقال له أنت والله أكذب ما رضينا كتابتها حيث كتبت .وقام البختري فأيد كلامه وقام المطعم فقال مثلهم فقال لهم أبو جهل إنما هذا أمر قد اتفقتم عليه من قبل !! 

واشتد النزاع بينهم حتى رأوا أبا طالب ومعه نفر من قومه خارجين من الشعب إلى المسجد فظنوا أنهم قد استسلموا من شدة البلاء وأتوا ليسلموا النبي ولكن أبا طالب كان قد علم من النبي صلى الله عليه وسلم أن الله أخبره أن الصحيفة التي بداخل الكعبة قد أكلتها الأرضة"وهي نوع من الحشرات آكلة الورق والخشب" ولم يبق منها إلا اسم الله 

 فقال لهم أبو طالب إن ابن أخي قد أخبرني أن صحيفتكم قد أكلتها الأرضة ولم يبق منها إلا "باسمك اللهم" فانظروا إليها فلما فتحوها وجدوها كما أخبر النبي فنُكسوا على رؤوسهم ثم قالوا هذا سحر ابن أخيك !! 

فقال لهم أبو طالب يا معشر قريش علام نُحبس ونُحصر ثم دخل ومن معه عند الكعبة وقام يدعوا اللهم انصرنا على من ظلمنا وقطع أرحامنا ثم انصرفوا إلى الشعب . 

فقام المطعم بن عدي إلى الصحيفة فمزقها ثم ذهب هو ومن وافقه على نقض الصحيفة فلبسوا السلاح وذهبوا إلى المحاصرين فطلبوا منهم أن يعودوا إلى منازلهم وانتهى الحصار وكان خروجهم في أواخر السنة العاشرة من البعثة .  

الأحد، 30 يناير 2022

لقاء النبي مع ست نسمات طيبة من أهل يثرب سيكون له عظيم الأثر على الدعوة الإسلامية



لقاء النبي عليه الصلاة والسلام مع وفد يثرب 
لنرى كيف سيكون لهذا اللقاء من أثر عظيم على الدعوة الإسلامية بعد ذلك..

☆**☆
ست نسمات طيبة من أهل يثرب 


✿*..*✿

في موسم الحج من سنة 11 من النبوة ـ يوليو سنة 620م ـ 


وجدت الدعوة الإسلامية بذورًا صالحة، سرعان ما تحولت إلى 


شجرات باسقات، اتقى المسلمون في ظلالها الوارفة لفحات الظلم 


والعدوان حتى تغير مجرى الأحداث وتحول خط التاريخ‏.‏ 


وكان من حكمته صلى الله عليه وسلم إزاء ما كان يلقى من أهل 


مكة من التكذيب والصد عن سبيل الله أنه كان يخرج إلى القبائل 


في ظلام الليل، حتى لا يحول بينه وبينهم أحد من أهل مكة 

المشركين‏.‏ 


فخرج ليلة ومعه أبو بكر وعلى، فمر على منازل ذُهْل وشيبان بن 


ثعلبة ، وكلمهم في الإسلام‏.‏ وقد دارت بين أبي بكر وبين رجل 


من ذهل أسئلة وردود طريفة، وأجاب بنو شيبان بأرجى 


الأجوبة، غير أنهم توقفوا في قبول الإسلام‏.‏ 


☆**☆

ثم مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعقبة منى، فسمع أصوات 


رجال يتكلمون فعمدهم حتى لحقهم، وكانوا ستة نفر من شباب 


يثرب كلهم من الخزرج، وهم‏:‏ 


1 ـ أسعد بن زُرَارة ‏[‏من بني النجار‏]‏‏.‏ 


2 ـ عوف بن الحارث بن رفاعة ابن عَفْراء ‏[‏من بني النجار‏]‏‏.‏ 


3 ـ رافع بن مالك بن العَجْلان ‏[‏من بني زُرَيْق‏]‏‏.‏ 


4 ـ قُطْبَة بن عامر بن حديدة ‏[‏من بني سلمة‏]‏‏.‏ 


5 ـ عُقْبَة بن عامر بن نابي ‏[‏من بني حَرَام بن كعب ‏]‏‏.‏ 


6 ـ جابر بن عبد الله بن رِئاب ‏[‏من بني عبيد بن غَنْم ‏]‏‏.‏ 


وكان من سعادة أهل يثرب أنهم كانوا يسمعون من حلفائهم من 


يهود المدينة، إذا كان بينهم شيء، أن نبيًا من الأنبياء مبعوث في 


هذا الزمان سيخرج، فنتبعه، ونقتلكم معه قتل عاد وإرم‏.‏ 


فلما لحقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم‏:‏ ‏(‏من أنتم‏؟‏‏)

 قالوا‏:‏ نفر من الخزرج،


قال‏:‏ ‏(‏من موالى اليهود‏؟‏‏)‏ أي حلفائهم،


قالوا‏:‏ نعم‏.‏


قال‏:‏ ‏(‏أفلا تجلسون أكلمكم‏؟‏‏)‏


قالوا‏:‏ بلى،


فجلسوا معه، فشرح لهم حقيقة الإسلام ودعوته، ودعاهم إلى الله 


عز وجل، وتلا عليهم القرآن‏.‏ 

فقال بعضهم لبعض‏:‏ تعلمون والله يا قوم، إنه للنبى الذي توعدكم به 


يهود، فلا تسبقنكم إليه، فأسرعوا إلى إجابة دعوته، وأسلموا‏.‏


وكانوا من عقلاء يثرب، أنهكتهم الحرب الأهلية التي مضت 


قريبًا، والتي لا يزال لهيبها مستعرًا، فأملوا أن تكون دعوته سببًا 


لوضع الحرب،

فقالوا‏:‏ إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، 


فعسى أن يجمعهم الله بك، فسنقدم عليهم، فندعوهم إلى أمرك، 


ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين ، فإن يجمعهم الله 


عليك فلا رجل أعز منك‏.‏ 


ولما رجع هؤلاء إلى المدينة حملوا إليها رسالة الإسلام، حتى لم 


تبق دار من دور الأنصار إلا وفيه ذكر رسول الله صلى الله عليه 


وسلم‏.‏ 

عليه صلوات ربي وسلامه 


☆**☆


سنلتقي في الحلقة القادمة مع حدث جليل وقع للنبي صلي الله 


عليه وسلم وهو الإسراء والمعراج 

 

تابعونا بارك الله فيكم

السبت، 8 يناير 2022

بعد رحلة الطائف عرض النبي الإسلام على القبائل والأفراد في موسم الحج فلم يستجب منهم أحد إلا قليلا

 بعد رجوع الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام من الطائف بدأ في:

عرض الإســلام علي القــبائل والأفـــراد

•:*¨`*:••:*¨`*:••:*¨`*:••:*¨`*:•
في ذى القعدة سنة عشر من النبوة ـ في أواخر يونيو أو أوائل 

يوليو سنة 619 م ـ عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى 

مكة؛ ليستأنف عرض الإسلام على القبائل والأفراد، ولاقتراب 

الموسم كان الناس يأتون إلى مكة رجالا، وعلى كل ضامر يأتين 

من كل فج عميق لأداء فريضة الحج، وليشهدوا منافع لهم، 

ويذكروا اسم الله في أيام معلومات،فانتهز رسول الله صلى الله عليه 

وسلم هذه الفرصة، فأتاهم قبيلة قبيلة يعرض عليهم  الإسلام 

ويدعوهم إليه ، كما كان يدعوهم منذ السنة الرابعة من النبوة ، 

وقد بدأ يطلب منهم من هذه السنة ـ العاشرة ـ أن يؤووه وينصروه 

ويمنعوه حتى يبلغ ما بعثه الله به.
♣♦♣

القبائل التي عرض عليها الإسلام

✿-----✿-----✿-----✿-----✿

..قال الزهرى: وكان ممن يسمى لنا من القبائل الذين أتاهم 

رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعاهم وعرض نفسه عليهم

بنو عامر بن صَعْصَعَة، ومُحَارِب بن خَصَفَة، وفزارة، وغسان، 

ومرة، وحنيفة، وسليم، وعَبْس، وبنو نصر، وبنو البَكَّاء، وكندة، 

وكلب، والحارث بن كعب، وعُذْرَة، والحضارمة، فلم يستجب 

منهم أحد.


وهذه القبائل التي سماها الزهرى لم يكن عرض الإسلام عليها في 

سنة واحدة ولا في موسم واحد، بل إنما كان ما بين السنة الرابعة 

من النبوة إلى آخر موسم قبل الهجرة. ولا يمكن تسمية سنة معينة 

لعرض الإسلام على قبيلة معينة، ولكن الأكثر كان في السنة 

العاشرة.
أما كيفية عرض الإسلام على هذه القبائل، وكيف كانت 

ردودهم على هذا العرض فقد ذكرها ابن إسحاق، ونلخصها فيما 

يلي:

ـ بنو كلب: أتى النبي صلى الله عليه وسلم إلى بطن منهم يقال لهم: 

بنو عبد الله ، فدعاهم إلى الله وعرض عليهم نفسه، حتى إنه 

ليقول لهم: (يا بني عبد الله ، إن الله قد أحسن اسم أبيكم)، فلم 

يقبلوا منه ما عرض عليهم.


2ـ بنو حنيفة: أتاهم في منازلهم فدعاهم إلى الله ، وعرض عليهم 

نفسه، فلم يكن أحد من العرب أقبح عليه ردًا منهم.

3
ـ وأتى إلى بني عامر بن صعصعة: فدعاهم إلى الله ، وعرض 


عليهم نفسه، فقال بَيْحَرَة بن فِرَاس [رجل منهم]: والله ، لو إني 


أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب،

ثم قال: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على من 

خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟ 

قال: (الأمر إلى الله ، يضعه حيث يشاء)، 

فقال له: أفَتُهْدَفُ نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان 

الأمر لغيرنا، لا حاجة لنا بأمرك، فأبوا عليه.

ولما رجعت بنو عامر تحدثوا إلى شيخ لهم لم يحضر الموسم لكبر 

سنه وقالوا له: جاءنا فتى من قريش من بني عبد المطلب يزعم أنه 

نبى، يدعونا إلى أن نمنعه ونقوم معه، ونخرج به إلى بلادنا، فوضع 

الشيخ يديه على رأسه ثم قال: يا بني عامر وهل لها من تَلاَف؟ 

أي هل من تدراك لما فعلتم ؟ 


 والذي نفس فلان بيده ما تَقَوَّلَها إسماعيلى قط، وإنها لحق، فأين 

رأيكم كان عنكم؟.

المؤمنون من غــير أهــل مكة


✿-----✿-----✿-----✿-----✿

وكما عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام على القبائل 

والوفود، عرض على الأفراد والأشخاص، وحصل من بعضهم 

على ردود صالحة، وآمن به عدة رجال بعد هذا الموسم بقليل.....

سنتعرف علي بعض منهم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالي


تابعونا بارك الله فيكم




الاثنين، 3 يناير 2022

صفة الصراط يوم القيامة

صفة الصراط يوم القيامة 


 


هو جسر ممدود على نار جهنم، مظلم أحدّ من السيف وأدق من الشعر يعبر عليه جميع الناس وهو زلق تزل فيه الأقدام . على حافتيه حَسَك و خطاطيف وكلاليب تخطف من أمِرت به فيقع في النار .. 


وقد عرَّف العلماء الكلاليب بأنها الحديدة المعقوفة الرأس ليعلق بها اللحم ونحوه، أما الحسك، وهي جمع، واحدتها حَسَكةٌ وهي شوكة صُلبة معروفة.

عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال في ذكر مشاهد يوم القيامة : ( ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلم سلم، قيل: يا رسول الله وما الجسر ؟ قال: دحض مزلة، فيه خطاطيف وكلاليب وحسك - شوكة صلبة -، تكون بنجد، فيها شويكة، يقال لها: السعدان، فيمر المؤمنون كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلّم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم ) رواه مسلم .

وقال أبو سعيدٍ : بلغني أن الجِسْرَ أَدَقُّ من الشعرةِ وأَحَدُّ من السيفِ ..
...
والمخدوش من تمزق جلده بفعل الكلاليب، والمكدوس من يرمى في النار فيقع فوق سابقه مأخوذ من تكدست الدواب في سيرها إذا ركب بعضها بعضا.

ويتفاوت الناس في المرور على الصراط تفاوتاً عظيماً وذلك لأن المرور عليه إنما يكون بقدر الأعمال الصالحة التي قدمها المرء المسلم لربه في الحياة الدنيا، 

فمن الناس من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالطير ومنهم من يمر زحفا ومنهم من يجر رجليه مرة يقوم ومرة يسقط فتلفحه النار ومنهم من تخطفه الكلاليب فيقع في النار ..

كما جاء قي حديث النبي عن أبي هريرة :

"فيمر أولكم كالبرق ، قال قلت : بأبي أنت وأمي ! أي شيء كمر البرق ؟ قال : ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين ؟ ثم كمر الريح . ثم كمر الطير وشد الرجال . تجري بهم أعمالهم . ونبيكم قائم على الصراط يقول : رب ! سلم سلم . حتى تعجز أعمال العباد . حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا . قال وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة . مأمورة بأخذ من أمرت به . فمخدوش ناج ومكدوس في النار . والذي نفس أبي هريرة بيده ! إن قعر جهنم لسبعون خريفا ." 
صحيح مسلم

....
والصراط مظلم " والنار سوداء مظلمة" وكل من يمر عليه يُعطي نورا علي قدر عمله ينير له الطريق حتي لا يسقط في جهنم ..

كما في حديث ابن مسعود الطويل الذي فيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
((فيعطون نورهم على قدر أعمالهم وقال: فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه، ومنهم من يعطى نوره فوق ذلك، ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه، ومنهم من يعطى نوره دون ذلك بيمينه، حتى يكون آخر من يعطي نوره على إبهام قدمه، يضيء مرة, ويطفأ مرة إذا أضاء قدم قدمه, وإذا أطفئ قام))

...

قال تعالي :
 يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "
 الحديد

و قال تعالى:
 يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " التحريم

....

ياااارب أتمم لنا نورنا يوم القيامة ونجنا من عذاب النار .. آآمييين

للمزيد: