الأحد، 30 يناير 2022

لقاء النبي مع ست نسمات طيبة من أهل يثرب سيكون له عظيم الأثر على الدعوة الإسلامية



لقاء النبي عليه الصلاة والسلام مع وفد يثرب 
لنرى كيف سيكون لهذا اللقاء من أثر عظيم على الدعوة الإسلامية بعد ذلك..

☆**☆
ست نسمات طيبة من أهل يثرب 


✿*..*✿

في موسم الحج من سنة 11 من النبوة ـ يوليو سنة 620م ـ 


وجدت الدعوة الإسلامية بذورًا صالحة، سرعان ما تحولت إلى 


شجرات باسقات، اتقى المسلمون في ظلالها الوارفة لفحات الظلم 


والعدوان حتى تغير مجرى الأحداث وتحول خط التاريخ‏.‏ 


وكان من حكمته صلى الله عليه وسلم إزاء ما كان يلقى من أهل 


مكة من التكذيب والصد عن سبيل الله أنه كان يخرج إلى القبائل 


في ظلام الليل، حتى لا يحول بينه وبينهم أحد من أهل مكة 

المشركين‏.‏ 


فخرج ليلة ومعه أبو بكر وعلى، فمر على منازل ذُهْل وشيبان بن 


ثعلبة ، وكلمهم في الإسلام‏.‏ وقد دارت بين أبي بكر وبين رجل 


من ذهل أسئلة وردود طريفة، وأجاب بنو شيبان بأرجى 


الأجوبة، غير أنهم توقفوا في قبول الإسلام‏.‏ 


☆**☆

ثم مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعقبة منى، فسمع أصوات 


رجال يتكلمون فعمدهم حتى لحقهم، وكانوا ستة نفر من شباب 


يثرب كلهم من الخزرج، وهم‏:‏ 


1 ـ أسعد بن زُرَارة ‏[‏من بني النجار‏]‏‏.‏ 


2 ـ عوف بن الحارث بن رفاعة ابن عَفْراء ‏[‏من بني النجار‏]‏‏.‏ 


3 ـ رافع بن مالك بن العَجْلان ‏[‏من بني زُرَيْق‏]‏‏.‏ 


4 ـ قُطْبَة بن عامر بن حديدة ‏[‏من بني سلمة‏]‏‏.‏ 


5 ـ عُقْبَة بن عامر بن نابي ‏[‏من بني حَرَام بن كعب ‏]‏‏.‏ 


6 ـ جابر بن عبد الله بن رِئاب ‏[‏من بني عبيد بن غَنْم ‏]‏‏.‏ 


وكان من سعادة أهل يثرب أنهم كانوا يسمعون من حلفائهم من 


يهود المدينة، إذا كان بينهم شيء، أن نبيًا من الأنبياء مبعوث في 


هذا الزمان سيخرج، فنتبعه، ونقتلكم معه قتل عاد وإرم‏.‏ 


فلما لحقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم‏:‏ ‏(‏من أنتم‏؟‏‏)

 قالوا‏:‏ نفر من الخزرج،


قال‏:‏ ‏(‏من موالى اليهود‏؟‏‏)‏ أي حلفائهم،


قالوا‏:‏ نعم‏.‏


قال‏:‏ ‏(‏أفلا تجلسون أكلمكم‏؟‏‏)‏


قالوا‏:‏ بلى،


فجلسوا معه، فشرح لهم حقيقة الإسلام ودعوته، ودعاهم إلى الله 


عز وجل، وتلا عليهم القرآن‏.‏ 

فقال بعضهم لبعض‏:‏ تعلمون والله يا قوم، إنه للنبى الذي توعدكم به 


يهود، فلا تسبقنكم إليه، فأسرعوا إلى إجابة دعوته، وأسلموا‏.‏


وكانوا من عقلاء يثرب، أنهكتهم الحرب الأهلية التي مضت 


قريبًا، والتي لا يزال لهيبها مستعرًا، فأملوا أن تكون دعوته سببًا 


لوضع الحرب،

فقالوا‏:‏ إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، 


فعسى أن يجمعهم الله بك، فسنقدم عليهم، فندعوهم إلى أمرك، 


ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين ، فإن يجمعهم الله 


عليك فلا رجل أعز منك‏.‏ 


ولما رجع هؤلاء إلى المدينة حملوا إليها رسالة الإسلام، حتى لم 


تبق دار من دور الأنصار إلا وفيه ذكر رسول الله صلى الله عليه 


وسلم‏.‏ 

عليه صلوات ربي وسلامه 


☆**☆


سنلتقي في الحلقة القادمة مع حدث جليل وقع للنبي صلي الله 


عليه وسلم وهو الإسراء والمعراج 

 

تابعونا بارك الله فيكم

السبت، 8 يناير 2022

بعد رحلة الطائف عرض النبي الإسلام على القبائل والأفراد في موسم الحج فلم يستجب منهم أحد إلا قليلا

 بعد رجوع الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام من الطائف بدأ في:

عرض الإســلام علي القــبائل والأفـــراد

•:*¨`*:••:*¨`*:••:*¨`*:••:*¨`*:•
في ذى القعدة سنة عشر من النبوة ـ في أواخر يونيو أو أوائل 

يوليو سنة 619 م ـ عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى 

مكة؛ ليستأنف عرض الإسلام على القبائل والأفراد، ولاقتراب 

الموسم كان الناس يأتون إلى مكة رجالا، وعلى كل ضامر يأتين 

من كل فج عميق لأداء فريضة الحج، وليشهدوا منافع لهم، 

ويذكروا اسم الله في أيام معلومات،فانتهز رسول الله صلى الله عليه 

وسلم هذه الفرصة، فأتاهم قبيلة قبيلة يعرض عليهم  الإسلام 

ويدعوهم إليه ، كما كان يدعوهم منذ السنة الرابعة من النبوة ، 

وقد بدأ يطلب منهم من هذه السنة ـ العاشرة ـ أن يؤووه وينصروه 

ويمنعوه حتى يبلغ ما بعثه الله به.
♣♦♣

القبائل التي عرض عليها الإسلام

✿-----✿-----✿-----✿-----✿

..قال الزهرى: وكان ممن يسمى لنا من القبائل الذين أتاهم 

رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعاهم وعرض نفسه عليهم

بنو عامر بن صَعْصَعَة، ومُحَارِب بن خَصَفَة، وفزارة، وغسان، 

ومرة، وحنيفة، وسليم، وعَبْس، وبنو نصر، وبنو البَكَّاء، وكندة، 

وكلب، والحارث بن كعب، وعُذْرَة، والحضارمة، فلم يستجب 

منهم أحد.


وهذه القبائل التي سماها الزهرى لم يكن عرض الإسلام عليها في 

سنة واحدة ولا في موسم واحد، بل إنما كان ما بين السنة الرابعة 

من النبوة إلى آخر موسم قبل الهجرة. ولا يمكن تسمية سنة معينة 

لعرض الإسلام على قبيلة معينة، ولكن الأكثر كان في السنة 

العاشرة.
أما كيفية عرض الإسلام على هذه القبائل، وكيف كانت 

ردودهم على هذا العرض فقد ذكرها ابن إسحاق، ونلخصها فيما 

يلي:

ـ بنو كلب: أتى النبي صلى الله عليه وسلم إلى بطن منهم يقال لهم: 

بنو عبد الله ، فدعاهم إلى الله وعرض عليهم نفسه، حتى إنه 

ليقول لهم: (يا بني عبد الله ، إن الله قد أحسن اسم أبيكم)، فلم 

يقبلوا منه ما عرض عليهم.


2ـ بنو حنيفة: أتاهم في منازلهم فدعاهم إلى الله ، وعرض عليهم 

نفسه، فلم يكن أحد من العرب أقبح عليه ردًا منهم.

3
ـ وأتى إلى بني عامر بن صعصعة: فدعاهم إلى الله ، وعرض 


عليهم نفسه، فقال بَيْحَرَة بن فِرَاس [رجل منهم]: والله ، لو إني 


أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب،

ثم قال: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على من 

خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟ 

قال: (الأمر إلى الله ، يضعه حيث يشاء)، 

فقال له: أفَتُهْدَفُ نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان 

الأمر لغيرنا، لا حاجة لنا بأمرك، فأبوا عليه.

ولما رجعت بنو عامر تحدثوا إلى شيخ لهم لم يحضر الموسم لكبر 

سنه وقالوا له: جاءنا فتى من قريش من بني عبد المطلب يزعم أنه 

نبى، يدعونا إلى أن نمنعه ونقوم معه، ونخرج به إلى بلادنا، فوضع 

الشيخ يديه على رأسه ثم قال: يا بني عامر وهل لها من تَلاَف؟ 

أي هل من تدراك لما فعلتم ؟ 


 والذي نفس فلان بيده ما تَقَوَّلَها إسماعيلى قط، وإنها لحق، فأين 

رأيكم كان عنكم؟.

المؤمنون من غــير أهــل مكة


✿-----✿-----✿-----✿-----✿

وكما عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام على القبائل 

والوفود، عرض على الأفراد والأشخاص، وحصل من بعضهم 

على ردود صالحة، وآمن به عدة رجال بعد هذا الموسم بقليل.....

سنتعرف علي بعض منهم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالي


تابعونا بارك الله فيكم




الاثنين، 3 يناير 2022

صفة الصراط يوم القيامة

صفة الصراط يوم القيامة 


 


هو جسر ممدود على نار جهنم، مظلم أحدّ من السيف وأدق من الشعر يعبر عليه جميع الناس وهو زلق تزل فيه الأقدام . على حافتيه حَسَك و خطاطيف وكلاليب تخطف من أمِرت به فيقع في النار .. 


وقد عرَّف العلماء الكلاليب بأنها الحديدة المعقوفة الرأس ليعلق بها اللحم ونحوه، أما الحسك، وهي جمع، واحدتها حَسَكةٌ وهي شوكة صُلبة معروفة.

عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال في ذكر مشاهد يوم القيامة : ( ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلم سلم، قيل: يا رسول الله وما الجسر ؟ قال: دحض مزلة، فيه خطاطيف وكلاليب وحسك - شوكة صلبة -، تكون بنجد، فيها شويكة، يقال لها: السعدان، فيمر المؤمنون كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلّم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم ) رواه مسلم .

وقال أبو سعيدٍ : بلغني أن الجِسْرَ أَدَقُّ من الشعرةِ وأَحَدُّ من السيفِ ..
...
والمخدوش من تمزق جلده بفعل الكلاليب، والمكدوس من يرمى في النار فيقع فوق سابقه مأخوذ من تكدست الدواب في سيرها إذا ركب بعضها بعضا.

ويتفاوت الناس في المرور على الصراط تفاوتاً عظيماً وذلك لأن المرور عليه إنما يكون بقدر الأعمال الصالحة التي قدمها المرء المسلم لربه في الحياة الدنيا، 

فمن الناس من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالطير ومنهم من يمر زحفا ومنهم من يجر رجليه مرة يقوم ومرة يسقط فتلفحه النار ومنهم من تخطفه الكلاليب فيقع في النار ..

كما جاء قي حديث النبي عن أبي هريرة :

"فيمر أولكم كالبرق ، قال قلت : بأبي أنت وأمي ! أي شيء كمر البرق ؟ قال : ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين ؟ ثم كمر الريح . ثم كمر الطير وشد الرجال . تجري بهم أعمالهم . ونبيكم قائم على الصراط يقول : رب ! سلم سلم . حتى تعجز أعمال العباد . حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا . قال وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة . مأمورة بأخذ من أمرت به . فمخدوش ناج ومكدوس في النار . والذي نفس أبي هريرة بيده ! إن قعر جهنم لسبعون خريفا ." 
صحيح مسلم

....
والصراط مظلم " والنار سوداء مظلمة" وكل من يمر عليه يُعطي نورا علي قدر عمله ينير له الطريق حتي لا يسقط في جهنم ..

كما في حديث ابن مسعود الطويل الذي فيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
((فيعطون نورهم على قدر أعمالهم وقال: فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه، ومنهم من يعطى نوره فوق ذلك، ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه، ومنهم من يعطى نوره دون ذلك بيمينه، حتى يكون آخر من يعطي نوره على إبهام قدمه، يضيء مرة, ويطفأ مرة إذا أضاء قدم قدمه, وإذا أطفئ قام))

...

قال تعالي :
 يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "
 الحديد

و قال تعالى:
 يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " التحريم

....

ياااارب أتمم لنا نورنا يوم القيامة ونجنا من عذاب النار .. آآمييين

للمزيد:


الخميس، 30 ديسمبر 2021

آخر أهل النار خروجا من النار

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
 إنِّي لأَعْرِفُ آخَرُ أهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْها زَحْفًا، فيُقالُ له: انْطَلِقْ فادْخُلِ الجَنَّةَ، قالَ: فَيَذْهَبُ فَيَدْخُلُ الجَنَّةَ، فَيَجِدُ النَّاسَ قدْ أخَذُوا المَنازِلَ، فيُقالُ له: أتَذْكُرُ الزَّمانَ الذي كُنْتَ فِيهِ، فيَقولُ: نَعَمْ، فيُقالُ له: تَمَنَّ، فَيَتَمَنَّى، 
فيُقالُ له: لكَ الذي تَمَنَّيْتَ وعَشَرَةَ أضْعافِ الدُّنْيا، قالَ: فيَقولُ: أتَسْخَرُ بي وأَنْتَ المَلِكُ؟
 قالَ: فَلقَدْ رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ضَحِكَ حتَّى بَدَتْ نَواجِذُهُ.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

أتَسْخَرُ بي وأَنْتَ المَلِكُ؟ أن العبد لم يتخيل أن الله يعطيه كل هذا العطاء وهو لا يستحقه مع اقترف من خطايا وذنوب فظن من شدة فرحه بعطاء الله له أن الله يسخر منه . فضحك النبي من موقف العبد حتى بدت أضراسه وهذا كناية عن شدة ضحكه عليه الصلاة والسلام .





الأربعاء، 22 ديسمبر 2021

كيف كان شكل خاتم النبي عليه الصلاة والسلام

 شكل خاتم النبي صلى الله عليه وسلم :

 اتَّخَذَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خاتَمًا مِن ورِقٍ، وكانَ في يَدِهِ، ثُمَّ كانَ بَعْدُ في يَدِ أبِي بَكْرٍ، ثُمَّ كانَ بَعْدُ في يَدِ عُمَرَ، ثُمَّ كانَ بَعْدُ في يَدِ عُثْمانَ، حتَّى وقَعَ بَعْدُ في بئْرِ أرِيسَ،
 نَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسولُ اللَّهِ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري




الأربعاء، 8 ديسمبر 2021

وصف الرسول كأنك تراه

 





وصف الرسول كأنك تراه ...

وصف أم معبد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم :


وأم معبد هي عجوز مر بها الرسول وهو في طريق الهجرة وكان 

معه أبو بكر ودليلهما في الطريق .

قالت في وصف الرسول ..:

(رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، أبلَجَ الوجهِ (أي مُشرِقَ الوجه)،

لم تَعِبه نُحلَة (أي نُحول الجسم) ولم تُزرِ به صُقلَة (أنه ليس 
بِناحِلٍ ولا سمين)،

وسيمٌ قسيم (أي حسن وضيء)، في عينيه دَعَج (أي سواد)، 

وفي أشفاره وَطَف (طويل شعر العين)، 


وفي صوته صحَل (بحَّة و حُسن)، و في عنقه سَطع (طول)،

وفي لحيته كثاثة (كثرة شعر)، 


أزَجُّ أقرَن (حاجباه طويلان و مقوَّسان و مُتَّصِلان)، 

إن صَمَتَ فعليه الوقار، و إن تَكلم سما و علاهُ البهاء، 

أجمل الناس و أبهاهم من بعيد، وأجلاهم و أحسنهم من قريب، 

حلوُ المنطق، فصل لا تذْر ولا هذَر (كلامه بَيِّن وسط ليس بالقليل 

ولا بالكثير)، كأنَّ منطقه خرزات نظم يتحَدَّرن، 

رَبعة (ليس بالطويل البائن ولا بالقصير)، لا يأس من طول، ولا 

تقتَحِمُه عين من قِصر، غُصن بين غصين، فهو أنضَرُ الثلاثة 

منظراً، وأحسنهم قَدراً، 

له رُفَقاء يَحُفون به، إن قال أنصَتوا لقوله، وإن أمَرَ تبادروا 

لأمره، 

محشود محفود (أي عنده جماعة من أصحابه يطيعونه)، لا 

عابس ولا مُفَنَّد ..(غير عابس الوجه، وكلامه خالٍ من الخُرافة).


صلى عليك الله يا حبيبي يا رسول الله 


اللهم ارزقنا رؤيته وصحبته في الجنة آآمييين

الجمعة، 3 ديسمبر 2021

في طريق عودته من الطائف نفرٌ من الجن يستمعون إلى القرآن من النبي ويؤمنون به

 نفر من الجن يستمعون إلى القرآن من النبي ويؤمنون به .

 

 



توقفنا في الحلقة السابقة عندما كان رسول الله عائدًا من الطائف مهمومًا حزينًا وجلس يدعو ربه فبعث الله إليه نفرًا من الجن يستمعون القرآن ويؤمنوا به حتي يخفف عنه ويخبره أنه حتى لو كذبك قومك فهناك من يصدقك

تعالوا نكمل معا :

تقدم الرسول في طريق مكة حتى بلغ وادى نخلة، وأقام فيه أيامًا. 

وخلال إقامته صلى الله عليه وسلم هناك بعث الله إليه نفرًا من الجن ذكرهم الله في موضعين من القرآن:

✿..في سورة الأحقاف: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ الله ِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأحقاف:29: 31].


✿..وفي سورة الجن: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} إلـى تمـام الآيــة الخامـسة عشـر [ الجن: 1: 15].


ومن سياق هذه الآيات ـ وكذا من سياق الروايات التي وردت في تفسير هذا الحادث ـ يتبين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم حضور ذلك النفر من الجن حين حضروا وسمعوا، وإنما علم بعد ذلك حين أطلعه الله عليه بهذه الآيات، وأن حضورهم هذا كان لأول مرة، ويقتضى سياق الروايات أنهم وفدوا بعد ذلك مرارًا.

✿----
----✿
وحقًا كان هذا الحادث نصرًا آخر أمده الله من كنوز غيبه المكنون بجنوده التي لا يعلمها إلا هو، ثم إن الآيات التي نزلت بصدد هذا الحادث كانت في طيها بشارات بنجاح دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن أي قوة من قوات الكون لا تستطيع أن تحول بينها وبين نجاحها:

{وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ الله ِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [الأحقاف:32]، {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ الله َ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا} [الجن:12].

أمام هذه النصرة، وأمام هذه البشارات، أقشعت سحابة الكآبة والحزن واليأس التي كانت مطبقة عليه منذ أن خرج من الطائف مطرودًا حزينا . حتى صمم على العود إلى مكة، وعلى القيام باستئناف خطته الأولى في عرض الإسلام وإبلاغ رسالة الله الخالدة بنشاط جديد وبجد وحماس.


وحينئذ قال له زيد بن حارثة: كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك؟ يعنى قريشًا،

فقال: (يا زيد، إن الله جاعل لما ترى فرجًا ومخرجًا، وإن الله ناصر دينه، ومظهر نبيه).

وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا دنا من مكة مكث بحِرَاء، وبعث رجلًا من خزاعة إلى الأخنس بن شَرِيق ليجيره أي ليحميه من قريش ، فقال: أنا حليف، والحليف لا يجير ، فبعث إلى سهيل بن عمرو، فقال سهيل: إن بني عامر لا تجير على بني كعب،

فبعث إلى المطعم بن عدى، فقال المطعم: نعم ، ثم تسلح ودعا بنيه وقومه ، فقال: البسوا السلاح، وكونوا عند أركان البيت، فإني قد أجرت محمدًا، 

ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن ادخل، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه زيد بن حارثة حتى انتهي إلى المسجد الحرام، 

فقام المطعم بن عدى على راحلته فنادى: يا معشر قريش، إني قد أجرت محمدًا فلا يهجه أحد منكم، وانتهي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الركن فاستلمه، وطاف بالبيت، وصلى ركعتين، وانصرف إلى بيته، ومطعم بن عدى وولده محدقون به بالسلاح حتى دخل بيته.


وقيل: إن أبا جهل سأل مطعمًا: أمجير أنت أم متابع ـ مسلم؟. قال: بل مجير. قال: قد أجرنا من أجرت.
...
...
وقد حفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم للمطعم هذا الصنيع، فقال في أسارى بدر: (لو كان المطعم بن عدى حيًا ثم كلمنى في هؤلاء لتركتهم له).

صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله

✿..تابعونا في الحلقة القادمة إن شاء الله
بارك الله فيكم