الاثنين، 3 يناير 2022

صفة الصراط يوم القيامة

صفة الصراط يوم القيامة 


 


هو جسر ممدود على نار جهنم، مظلم أحدّ من السيف وأدق من الشعر يعبر عليه جميع الناس وهو زلق تزل فيه الأقدام . على حافتيه حَسَك و خطاطيف وكلاليب تخطف من أمِرت به فيقع في النار .. 


وقد عرَّف العلماء الكلاليب بأنها الحديدة المعقوفة الرأس ليعلق بها اللحم ونحوه، أما الحسك، وهي جمع، واحدتها حَسَكةٌ وهي شوكة صُلبة معروفة.

عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال في ذكر مشاهد يوم القيامة : ( ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلم سلم، قيل: يا رسول الله وما الجسر ؟ قال: دحض مزلة، فيه خطاطيف وكلاليب وحسك - شوكة صلبة -، تكون بنجد، فيها شويكة، يقال لها: السعدان، فيمر المؤمنون كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلّم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم ) رواه مسلم .

وقال أبو سعيدٍ : بلغني أن الجِسْرَ أَدَقُّ من الشعرةِ وأَحَدُّ من السيفِ ..
...
والمخدوش من تمزق جلده بفعل الكلاليب، والمكدوس من يرمى في النار فيقع فوق سابقه مأخوذ من تكدست الدواب في سيرها إذا ركب بعضها بعضا.

ويتفاوت الناس في المرور على الصراط تفاوتاً عظيماً وذلك لأن المرور عليه إنما يكون بقدر الأعمال الصالحة التي قدمها المرء المسلم لربه في الحياة الدنيا، 

فمن الناس من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالطير ومنهم من يمر زحفا ومنهم من يجر رجليه مرة يقوم ومرة يسقط فتلفحه النار ومنهم من تخطفه الكلاليب فيقع في النار ..

كما جاء قي حديث النبي عن أبي هريرة :

"فيمر أولكم كالبرق ، قال قلت : بأبي أنت وأمي ! أي شيء كمر البرق ؟ قال : ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين ؟ ثم كمر الريح . ثم كمر الطير وشد الرجال . تجري بهم أعمالهم . ونبيكم قائم على الصراط يقول : رب ! سلم سلم . حتى تعجز أعمال العباد . حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا . قال وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة . مأمورة بأخذ من أمرت به . فمخدوش ناج ومكدوس في النار . والذي نفس أبي هريرة بيده ! إن قعر جهنم لسبعون خريفا ." 
صحيح مسلم

....
والصراط مظلم " والنار سوداء مظلمة" وكل من يمر عليه يُعطي نورا علي قدر عمله ينير له الطريق حتي لا يسقط في جهنم ..

كما في حديث ابن مسعود الطويل الذي فيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
((فيعطون نورهم على قدر أعمالهم وقال: فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه، ومنهم من يعطى نوره فوق ذلك، ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه، ومنهم من يعطى نوره دون ذلك بيمينه، حتى يكون آخر من يعطي نوره على إبهام قدمه، يضيء مرة, ويطفأ مرة إذا أضاء قدم قدمه, وإذا أطفئ قام))

...

قال تعالي :
 يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "
 الحديد

و قال تعالى:
 يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " التحريم

....

ياااارب أتمم لنا نورنا يوم القيامة ونجنا من عذاب النار .. آآمييين

للمزيد:


الخميس، 30 ديسمبر 2021

آخر أهل النار خروجا من النار

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
 إنِّي لأَعْرِفُ آخَرُ أهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْها زَحْفًا، فيُقالُ له: انْطَلِقْ فادْخُلِ الجَنَّةَ، قالَ: فَيَذْهَبُ فَيَدْخُلُ الجَنَّةَ، فَيَجِدُ النَّاسَ قدْ أخَذُوا المَنازِلَ، فيُقالُ له: أتَذْكُرُ الزَّمانَ الذي كُنْتَ فِيهِ، فيَقولُ: نَعَمْ، فيُقالُ له: تَمَنَّ، فَيَتَمَنَّى، 
فيُقالُ له: لكَ الذي تَمَنَّيْتَ وعَشَرَةَ أضْعافِ الدُّنْيا، قالَ: فيَقولُ: أتَسْخَرُ بي وأَنْتَ المَلِكُ؟
 قالَ: فَلقَدْ رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ضَحِكَ حتَّى بَدَتْ نَواجِذُهُ.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

أتَسْخَرُ بي وأَنْتَ المَلِكُ؟ أن العبد لم يتخيل أن الله يعطيه كل هذا العطاء وهو لا يستحقه مع اقترف من خطايا وذنوب فظن من شدة فرحه بعطاء الله له أن الله يسخر منه . فضحك النبي من موقف العبد حتى بدت أضراسه وهذا كناية عن شدة ضحكه عليه الصلاة والسلام .





الأربعاء، 22 ديسمبر 2021

كيف كان شكل خاتم النبي عليه الصلاة والسلام

 شكل خاتم النبي صلى الله عليه وسلم :

 اتَّخَذَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خاتَمًا مِن ورِقٍ، وكانَ في يَدِهِ، ثُمَّ كانَ بَعْدُ في يَدِ أبِي بَكْرٍ، ثُمَّ كانَ بَعْدُ في يَدِ عُمَرَ، ثُمَّ كانَ بَعْدُ في يَدِ عُثْمانَ، حتَّى وقَعَ بَعْدُ في بئْرِ أرِيسَ،
 نَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسولُ اللَّهِ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري




الأربعاء، 8 ديسمبر 2021

وصف الرسول كأنك تراه

 





وصف الرسول كأنك تراه ...

وصف أم معبد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم :


وأم معبد هي عجوز مر بها الرسول وهو في طريق الهجرة وكان 

معه أبو بكر ودليلهما في الطريق .

قالت في وصف الرسول ..:

(رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، أبلَجَ الوجهِ (أي مُشرِقَ الوجه)،

لم تَعِبه نُحلَة (أي نُحول الجسم) ولم تُزرِ به صُقلَة (أنه ليس 
بِناحِلٍ ولا سمين)،

وسيمٌ قسيم (أي حسن وضيء)، في عينيه دَعَج (أي سواد)، 

وفي أشفاره وَطَف (طويل شعر العين)، 


وفي صوته صحَل (بحَّة و حُسن)، و في عنقه سَطع (طول)،

وفي لحيته كثاثة (كثرة شعر)، 


أزَجُّ أقرَن (حاجباه طويلان و مقوَّسان و مُتَّصِلان)، 

إن صَمَتَ فعليه الوقار، و إن تَكلم سما و علاهُ البهاء، 

أجمل الناس و أبهاهم من بعيد، وأجلاهم و أحسنهم من قريب، 

حلوُ المنطق، فصل لا تذْر ولا هذَر (كلامه بَيِّن وسط ليس بالقليل 

ولا بالكثير)، كأنَّ منطقه خرزات نظم يتحَدَّرن، 

رَبعة (ليس بالطويل البائن ولا بالقصير)، لا يأس من طول، ولا 

تقتَحِمُه عين من قِصر، غُصن بين غصين، فهو أنضَرُ الثلاثة 

منظراً، وأحسنهم قَدراً، 

له رُفَقاء يَحُفون به، إن قال أنصَتوا لقوله، وإن أمَرَ تبادروا 

لأمره، 

محشود محفود (أي عنده جماعة من أصحابه يطيعونه)، لا 

عابس ولا مُفَنَّد ..(غير عابس الوجه، وكلامه خالٍ من الخُرافة).


صلى عليك الله يا حبيبي يا رسول الله 


اللهم ارزقنا رؤيته وصحبته في الجنة آآمييين

الجمعة، 3 ديسمبر 2021

في طريق عودته من الطائف نفرٌ من الجن يستمعون إلى القرآن من النبي ويؤمنون به

 نفر من الجن يستمعون إلى القرآن من النبي ويؤمنون به .

 

 



توقفنا في الحلقة السابقة عندما كان رسول الله عائدًا من الطائف مهمومًا حزينًا وجلس يدعو ربه فبعث الله إليه نفرًا من الجن يستمعون القرآن ويؤمنوا به حتي يخفف عنه ويخبره أنه حتى لو كذبك قومك فهناك من يصدقك

تعالوا نكمل معا :

تقدم الرسول في طريق مكة حتى بلغ وادى نخلة، وأقام فيه أيامًا. 

وخلال إقامته صلى الله عليه وسلم هناك بعث الله إليه نفرًا من الجن ذكرهم الله في موضعين من القرآن:

✿..في سورة الأحقاف: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ الله ِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأحقاف:29: 31].


✿..وفي سورة الجن: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} إلـى تمـام الآيــة الخامـسة عشـر [ الجن: 1: 15].


ومن سياق هذه الآيات ـ وكذا من سياق الروايات التي وردت في تفسير هذا الحادث ـ يتبين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم حضور ذلك النفر من الجن حين حضروا وسمعوا، وإنما علم بعد ذلك حين أطلعه الله عليه بهذه الآيات، وأن حضورهم هذا كان لأول مرة، ويقتضى سياق الروايات أنهم وفدوا بعد ذلك مرارًا.

✿----
----✿
وحقًا كان هذا الحادث نصرًا آخر أمده الله من كنوز غيبه المكنون بجنوده التي لا يعلمها إلا هو، ثم إن الآيات التي نزلت بصدد هذا الحادث كانت في طيها بشارات بنجاح دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن أي قوة من قوات الكون لا تستطيع أن تحول بينها وبين نجاحها:

{وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ الله ِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [الأحقاف:32]، {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ الله َ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا} [الجن:12].

أمام هذه النصرة، وأمام هذه البشارات، أقشعت سحابة الكآبة والحزن واليأس التي كانت مطبقة عليه منذ أن خرج من الطائف مطرودًا حزينا . حتى صمم على العود إلى مكة، وعلى القيام باستئناف خطته الأولى في عرض الإسلام وإبلاغ رسالة الله الخالدة بنشاط جديد وبجد وحماس.


وحينئذ قال له زيد بن حارثة: كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك؟ يعنى قريشًا،

فقال: (يا زيد، إن الله جاعل لما ترى فرجًا ومخرجًا، وإن الله ناصر دينه، ومظهر نبيه).

وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا دنا من مكة مكث بحِرَاء، وبعث رجلًا من خزاعة إلى الأخنس بن شَرِيق ليجيره أي ليحميه من قريش ، فقال: أنا حليف، والحليف لا يجير ، فبعث إلى سهيل بن عمرو، فقال سهيل: إن بني عامر لا تجير على بني كعب،

فبعث إلى المطعم بن عدى، فقال المطعم: نعم ، ثم تسلح ودعا بنيه وقومه ، فقال: البسوا السلاح، وكونوا عند أركان البيت، فإني قد أجرت محمدًا، 

ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن ادخل، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه زيد بن حارثة حتى انتهي إلى المسجد الحرام، 

فقام المطعم بن عدى على راحلته فنادى: يا معشر قريش، إني قد أجرت محمدًا فلا يهجه أحد منكم، وانتهي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الركن فاستلمه، وطاف بالبيت، وصلى ركعتين، وانصرف إلى بيته، ومطعم بن عدى وولده محدقون به بالسلاح حتى دخل بيته.


وقيل: إن أبا جهل سأل مطعمًا: أمجير أنت أم متابع ـ مسلم؟. قال: بل مجير. قال: قد أجرنا من أجرت.
...
...
وقد حفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم للمطعم هذا الصنيع، فقال في أسارى بدر: (لو كان المطعم بن عدى حيًا ثم كلمنى في هؤلاء لتركتهم له).

صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله

✿..تابعونا في الحلقة القادمة إن شاء الله
بارك الله فيكم

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

ما حدث للنبي أثناء عودته من الطائف وماذا قال له جبريل ؟

 ۞ حلقة 45 من سيرة النبي ۞..



ما حدث لرسول الله أثناء عودته من الطائف ..
 

تابعنا في الحلقة السابقة ما حدث لرسول الله في الطائف وكيف انه

 عاد حزينا مهموما وجلس يدعو ربه ويشتكي إليه فأتاه جبريل
 
فماذا قال له ؟

هيا لنتابع :

روى البخاري تفصيل القصة ـ بسنده ـ عن عروة بن الزبير، أن

 عائشة رضي الله عنها حدثته أنها قالت للنبى صلى الله عليه
 وسلم:

هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد؟

قال: (لقيت من قومكِ ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم 

العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد يالِيل بن عبد كُلاَل، فلم 

يجبني إلى ما أردت، فانطلقت ـ وأنا مهموم ـ على وجهي، فلم 

أستفق إلا وأنا بقَرْنِ الثعالب ـ وهو المسمى بقَرْنِ المنازل ـ فرفعت 

رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل،

فناداني،

فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث الله 

إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم.

فناداني ملك الجبال، فسلم عليّ

ثم قال: يا محمد، ذلك، فما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم 

الأخشبين ـ أي لفعلت، 

والأخشبان: هما جبلا مكة: أبو قُبَيْس والذي يقابله، وهو قُعَيْقِعَان ـ

قال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله عز وجل من

أصلابهم من يعبد الله عز وجل وحده لا يشرك به شيئا).



وفي هذا الجواب الذي أدلى به الرسول صلى الله عليه وسلم تتجلى

شخصيته الفذة، وما كان عليه من الخلق العظيم

صلي الله عليك يا سيدي يا رسول الله كم لاقيت من أجل دعوة ربك

يارب جازه خير ما جازيت نبياً عن أمته

**..**

أفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم واطمأن قلبه لأجل هذا النصر 

الغيبى الذي أمده الله عليه من فوق سبع سموات، ثم تقدم في 

طريق مكة حتى بلغ وادى نخلة، وأقام فيه أيامًا. وفي وادى نخلة 

موضعان يصلحان للإقامة ـ السَّيْل الكبير والزَّيْمَة ـ لما بهما من 

الماء والخصب، ولم نقف على مصدر يعين موضع إقامته صلى الله 
عليه وسلم فيه.

وخلال إقامته صلى الله عليه وسلم هناك بعث الله إليه نفرًا من 

الجن ذكرهم الله في موضعين من القرآن

وحقًا كان هذا الحادث نصرًا آخر أمده الله من كنوز غيبه المكنون 

بجنوده التي لا يعلمها إلا هو،


كأن الله يقول لرسوله لا تحزن وأبشر فإن كان الناس قد آذوك 

ورفضوا قبول دعوتك فهناك عباد لله لا تعلمهم يصدقونك 

ويؤمنون بما جئت به .. 

سنتعرف علي تفاصيل ما حدث للرسول ونفر الجن في الحلقة 

القادمة إن شاء الله 


تابعونا بارك الله فيكم

الأحد، 28 نوفمبر 2021

يوم الطائف أصعب يوم مر على النبي محمد عليه الصلاة والسلام


 ۞ حلقة 44 من سيرة النبي ۞..




من أصعب الأيام التي مرت بحياة رسول الله 


دعـوة الإسـلام خـارج مكـة
♥..•:*¨`*:•.....•:*¨`*:

بعدما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله من الأذي مالم تكن تناله في حياة عمه 
فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في شوال سنة عشر من النبوة إلى الطائف، وهي تبعد عن مكة نحو ستين ميلًا، سارها ماشيًا على قدميه جيئة وذهابًا، ومعه مولاه زيد بن حارثة، وكان كلما مر على قبيلة في الطريق دعاهم إلى الإسلام، فلم تجب إليه واحدة منها.

فلما انتهي إلى الطائف عمد ثلاثة إخوة من رؤساء ثقيف، وهم عبد ياليل ومسعود وحبيب أبناء عمرو بن عمير الثقفي، فجلس إليهم ودعاهم إلى الله ، وإلى نصرة الإسلام،

فقال أحدهم: هو يَمْرُط ثياب الكعبة [أي يمزقها] إن كان الله أرسلك.

وقال الآخر: أما وَجَدَ الله أحدًا غيرك، !!

وقال الثالث:والله لا أكلمك أبدًا، إن كنت رسولًا لأنت أعظم خطرًا من أن أرد عليك الكلام، ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغى أن أكلمك.

فقام عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لهم: [إذ فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني].

وكان يريد منهم أن يكتموا خبر رفضهم دعوته لئلا يصل الخبر إلي قريش فتتمادي في ظلمها و اضطهادها له وللمسلمين.


وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أهل الطائف عشرة أيام، لا يدع أحدًا من أشرافهم إلا جاءه وكلمه، 

فقالوا: اخرج من بلادنا. وأغروا به سفهاءهم، فلما أراد الخروج تبعه سفهاؤهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به، حتى اجتمع عليه الناس، فوقفوا له صفين وجعلوا يرمونه بالحجارة، وبكلمات من السفه، ورجموا عراقيبه، حتى اختضب نعلاه بالدماء.

وكان زيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى أصابه شِجَاج في رأسه، ولم يزل به السفهاء كذلك حتى ألجأوه إلى حائط اي بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة على بعد ثلاثة أميال من الطائف، 

فلما التجأ إليه رجعوا عنه، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حُبْلَة من عنب فجلس تحت ظلها إلى جدار. فلما جلس إليه واطمأن،

دعا بالدعاء المشهور الذي يدل على امتلاء قلبه كآبة وحزنًا مما لقى من الشدة، وأسفًا على أنه لم يؤمن به أحد، قال:

(اللهم إليك أشكو ضَعْف قُوَّتِى، وقلة حيلتى، وهوإني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تَكِلُنى؟ إلى بعيد يَتَجَهَّمُنِى؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سَخَطُك، لك العُتْبَى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك).
✿.

فلما رآه ابنا ربيعة تحركت له رحمهما، فدعوا غلامًا لهما نصرانيًا يقال له: عَدَّاس، وقالا له:خذ قطفًا من هذا العنب، واذهب به إلى هذا الرجل. فلما وضعه بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم مد يده إليه قائلًا: (بسم الله ) ثم أكل.

فقال عداس: إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أي البلاد أنت؟ وما دينك؟ قال: أنا نصراني من أهل نِينَوَى.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرية الرجل الصالح يونس بن مَتَّى). 

قال له: وما يدريك ما يونس ابن متى؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ذاك أخي، كان نبيًا وأنا نبي)، 

فأكب عداس على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويديه ورجليه يقبلها.

فقال ابنا ربيعة أحدهما للآخر: أما غلامك فقد أفسده عليك. فلما جاء عداس قالا له: ويحك ما هذا؟ قال: يا سيدى، ما في الأرض شيء خير من هذا الرجل، لقد أخبرني بأمر لا يعلمه إلا نبى، قالا له: ويحك يا عداس ، لا يصرفنك عن دينك، فإن دينك خير من دينه.

ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق مكة بعد خروجه من الحائط كئيبًا محزونًا كسير القلب، فلما بلغ قرن المنازل بعث الله إليه جبريل ومعه ملك الجبال،  يستأمره أن يطبق الأخشبين  وهما جبلان على أهل مكة.عقابا لهم 

فماذا قال رسول الله لجبريل بالرغم من حزنه وألمه 

تابعونا في الحلقة القادمة لنعرف ماذا حدث 

بارك الله فيكم

الحلقات السابقة هنا : http://goo.gl/9XDs0

بناء المسجد النبوي

  الحَيَاةُ فِي المَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ يُمْكِنُ تَقْسِيمُ العَهْدِ المَدَنِيِّ إلى ثَلَاثِ مَرَاحِلَ: ١ - مَرْحَلَةٌ أُثِيرَتْ فِيهَا الق...