الجمعة، 21 يونيو 2013

رحلة الإســـــــراء والمــــــــعراج


۞ حلقة 50 من سيرة النبي ۞..

الإســـــــراء والمــــــــعراج 

..•:*¨`*:•..•:*¨`*:•.



بينما النبي صلى الله عليه وسلم يعاني مما حدث له في عام الحزن ومن اضطهاد قريش له ومن إعراض القبائل عن الدخول في الإسلام إلا القليل منهم بـدأت نجـوم الأمل تتلمح في آفاق بعيدة وبدأ الإسلام في الإنتشار في بلدان بعيدة في خضم هذه الأحداث وقع حادث الإسراء والمعـراج. واختلف في تعيين زمنه على أقوال شتى:

* ـ قيل: قبل الهجرة بستة عشر شهرًا، أي في رمضان سنة 12 من النبوة.

* ـ وقيل: قبل الهجرة بسنة وشهرين، أي في المحرم سنة 13 من النبوة.

*ـ وقيل: قبل الهجرة بسنة، أي في ربيع الأول سنة 13 من النبوة.
.....
ولم أجد ما أرجح به واحدًا منها، غير أن سياق سورة الإسراء يدل على أن الإسراء متأخر جدًا.

وروى أئمة الحديث تفاصيل هذه الوقعة، وفيما يلي نسردها بإيجاز:


قال ابن القيم: أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده على الصحيح من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، راكبًا على البُرَاق، صحبة جبريل عليهما الصلاة والسلام، فنزل هناك، وصلى بالأنبياء إمامًا، وربط البراق بحلقة باب المسجد.

ثم عرج به تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء الدنيا، فاستفتح له جبريل ففتح له، فرأي هنالك آدم أبا البشر، فسلم عليه، فرحب به ورد عليه السلام، وأقر بنبوته، وأراه الله أرواح السعداء عن يمينه، وأرواح الأشقياء عن يساره.

ثم عرج به إلى السماء الثانية، فاستفتح له، فرأي فيها يحيى بن زكريا وعيسى ابن مريم، فلقيهما وسلم عليهما، فردا عليه ورحبا به، وأقرّا بنبوته.

ثم عرج به إلى السماء الثالثة، فرأي فيها يوسف، فسلم عليه فرد عليه ورحب به، وأقر بنبوته.

ثم عرج به إلى السماء الرابعة، فرأي فيها إدريس، فسلم عليه، فرد عليه، ورحب به، وأقر بنبوته.

ثم عرج به إلى السماء الخامسة، فرأي فيها هارون بن عمران، فسلم عليه، فرد عليه ورحب به، وأقر بنبوته.

ثم عرج به إلى السماء السادسة، فلقى فيها موسى بن عمران، فسلم عليه، فرد عليه ورحب به، وأقر بنبوته.
فلما جاوزه بكى موسى، فقيل له: ما يبكيك ؟ فقال: أبكى؛ لأن غلامًا بعث من بعدى يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتى.


ثم عرج به إلى السماء السابعة، فلقى فيها إبراهيم عليه السلام، فسلم عليه، فرد عليه، ورحب به، وأقر بنبوته.

...
ثم رفع إلى سدرة المنتهى، فإذا نَبْقُها مثل قِلاَل هَجَر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، ثم غشيها فراش من ذهب، ونور وألوان، فتغيرت، فما أحد من خلق الله يستطيع أن يصفها من حسنها.

ثم رفع له البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون. ثم أدخل الجنة، فإذا فيها حبائل اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك. وعرج به حتى ظهر لمستوى يسمع فيه صَرِيف الأقلام.

ثم عرج به إلى الجبّار جل جلاله، فدنا منه حتى كان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، وفرض عليه خمسين صلاة،

فرجع حتى مرّ على موسى فقال له: بم أمرك ربك؟ قال:بخمسين صلاة.

قال: إن أمتك لا تطيق ذلك، ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فالتفت إلى جبريل، كأنه يستشيره في ذلك، فأشار: أن نعم إن شئت، فعلا به جبريل حتى أتى به الجبار تبارك وتعالى، وهو في مكانه ـ هذا لفظ البخاري في بعض الطرق ـ فوضع عنه عشرًا، ثم أنزل حتى مر بموسى، فأخبره،

فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فلم يزل يتردد بين موسى وبين الله عز وجل، حتى جعلها خمسًا،

فأمره موسى بالرجوع وسؤال التخفيف، فقال: قد استحييت من ربي، ولكني أرضى وأسلم، فلما بَعُدَ نادى مناد: هي خمس في العمل وخمسون في الثواب والحسنه بعشر أمثالها لا يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد، أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي
....
نكمل معا في الحلقة القادمة تفاصيل ما رأي النبي صلي الله عليه وسلم في رحلة المعراج

تابعونا بارك الله فيكم
..


الحلقات السابقة هنا : http://goo.gl/9XDs0

الأربعاء، 19 يونيو 2013

ست نسمات طيبة من أهل يثرب

۞ حلقة 49 من سيرة النبي ۞..

تكلمنا في الحلقة السابقة عمن آمن بالرسول من خارج مكة 

وتوقفنا عند وفد يثرب لنري ماذا حدث وكيف سيكون لهذا اللقاء شأن عظيم بعد ذلك :

☆**☆

ست نسمات طيبة من أهل يثرب 
✿*..*✿


في موسم الحج من سنة 11 من النبوة ـ يوليو سنة 620م ـ وجدت الدعوة الإسلامية بذورًا صالحة، سرعان ما تحولت إلى شجرات باسقات، اتقى المسلمون في ظلالها الوارفة لفحات الظلم والعدوان حتى تغير مجرى الأحداث وتحول خط التاريخ‏.‏ 

وكان من حكمته صلى الله عليه وسلم إزاء ما كان يلقى من أهل مكة من التكذيب والصد عن سبيل الله أنه كان يخرج إلى القبائل في ظلام الليل، حتى لا يحول بينه وبينهم أحد من أهل مكة المشركين‏.‏ 

فخرج ليلة ومعه أبو بكر وعلى، فمر على منازل ذُهْل وشيبان بن ثعلبة ، وكلمهم في الإسلام‏.‏ وقد دارت بين أبي بكر وبين رجل من ذهل أسئلة وردود طريفة، وأجاب بنو شيبان بأرجى الأجوبة، غير أنهم توقفوا في قبول الإسلام‏.‏ 
☆**☆

ثم مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعقبة منى، فسمع أصوات رجال يتكلمون فعمدهم حتى لحقهم، وكانوا ستة نفر من شباب يثرب كلهم من الخزرج، وهم‏:‏ 

1 ـ أسعد بن زُرَارة ‏[‏من بني النجار‏]‏‏.‏ 
2 ـ عوف بن الحارث بن رفاعة ابن عَفْراء ‏[‏من بني النجار‏]‏‏.‏ 
3 ـ رافع بن مالك بن العَجْلان ‏[‏من بني زُرَيْق‏]‏‏.‏ 
4 ـ قُطْبَة بن عامر بن حديدة ‏[‏من بني سلمة‏]‏‏.‏ 
5 ـ عُقْبَة بن عامر بن نابي ‏[‏من بني حَرَام بن كعب ‏]‏‏.‏ 
6 ـ جابر بن عبد الله بن رِئاب ‏[‏من بني عبيد بن غَنْم ‏]‏‏.‏ 

وكان من سعادة أهل يثرب أنهم كانوا يسمعون من حلفائهم من يهود المدينة، إذا كان بينهم شيء، أن نبيًا من الأنبياء مبعوث في هذا الزمان سيخرج، فنتبعه، ونقتلكم معه قتل عاد وإرم‏.‏ 

فلما لحقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم‏:‏ ‏(‏من أنتم‏؟‏‏)

‏ قالوا‏:‏ نفر من الخزرج،

قال‏:‏ ‏(‏من موالى اليهود‏؟‏‏)‏ أي حلفائهم،

قالوا‏:‏ نعم‏.‏

قال‏:‏ ‏(‏أفلا تجلسون أكلمكم‏؟‏‏)‏

قالوا‏:‏ بلى،

فجلسوا معه، فشرح لهم حقيقة الإسلام ودعوته، ودعاهم إلى الله عز وجل، وتلا عليهم القرآن‏.‏ 

فقال بعضهم لبعض‏:‏ تعلمون والله يا قوم، إنه للنبى الذي توعدكم به يهود، فلا تسبقنكم إليه، فأسرعوا إلى إجابة دعوته، وأسلموا‏.‏


وكانوا من عقلاء يثرب، أنهكتهم الحرب الأهلية التي مضت قريبًا، والتي لا يزال لهيبها مستعرًا، فأملوا أن تكون دعوته سببًا لوضع الحرب،

فقالوا‏:‏ إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى أن يجمعهم الله بك، فسنقدم عليهم، فندعوهم إلى أمرك، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين ، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك‏.‏ 

ولما رجع هؤلاء إلى المدينة حملوا إليها رسالة الإسلام، حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيه ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ 

عليه صلوات ربي وسلامه 
☆**☆

سنلتقي في الحلقة القادمة مع حدث جليل وقع للنبي صلي الله عليه وسلم وهو الإسراء والمعراج 

حلقة جميلة 

تابعونا بارك الله فيكم


الحلقات السابقة هنا : http://goo.gl/9XDs0